صرح الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري بأن وزراء خارجية دول اعلان دمشق الثماني سيعقدون اجتماعاً في الدوحة هذا الشهر، مؤكداً ان اللجنة الوزارية المصرية - القطرية المشتركة ستجتمع أيضاً في الدوحة في أيار مايو الجاري برئاسة وزيري خارجية البلدين السيد عمرو موسى والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وأكد ان هناك علامات استفهام كبيرة حول توجهات الحكم السوداني. والتقى الباز أمس أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ونقل اليه رسالة شفوية من الرئيس حسني مبارك. ووصف الباز في حديث الى "الحياة" اللقاء بأنه "كان طيباً جداً" وأشار الى أن الشيخ حمد حمّله رسالة جوابية الى الرئيس المصري تتعلق بالوضع في المنطقة وعملية السلام والعلاقات الثنائية. وشدد على أن "الأمور بين مصر وقطر عادت الى مسيرتها الأولى وستتعزز وتتعمق في الفترة المقبلة". ولفت الى "انني لمست استعداداً طيباً من الأمير والمسؤولين القطريين"، مشيراً الى أنه التقى أيضاً وزير الخارجية القطري و"ناقشنا عملية السلام وما دار في اجتماعات لندن". ووجه الباز انتقادات شديدة الى الحكومة السودانية، وقال رداً على سؤال عن أسباب الانتكاسة الجديدة للعلاقات السودانية - المصرية بعدما بدأت أخيراً اجتماعات واتصالات بين مسؤولي البلدين: "ان المسؤولين السودانيين أخلّوا بوعود كنا تلقيناها منهم بالتعاون في مجالات معينة" واعتبر "ان هذا الموقف شكل ردة". ووصف ما حدث أخيراً بأنه "لا يشكل نقلة نوعية ايجابية للعلاقات. ولم يوضح تفاصيل أكثر عن طبيعة الوعود التي أخلت بها الحكومة السودانية، اذ أضاف: "اننا لا نريد أن نوسع الخلاف". لكنه شدد على "أن العلاقة بين الشعبين السوداني والمصري أزلية وثابتة وجذورها عميقة لا يمكن أن تتأثر بالألاعيب السياسية" من الحكومة السودانية. وأضاف الباز: "اننا ما زلنا نؤيد وحدة السودان ووحدة الشعب السوداني ونحن ضد تقسيم السودان"، وعزا ذلك الى انه ينطلق من "مواقف مبدئية لا من منطق سياسي يقبل التذبذب". وسألته "الحياة" عن رؤيته لمستقبل العلاقة مع السودان، فأجاب: "نحن حريصون على علاقاتنا مع شعب السودان وان كان تقديرها الآن ان توجهات الحكم في السودان أصبحت عليها علامات استفهام كبيرة". ووصف علاقات القاهرة باريتريا بأنها "طيبة ولا توجد مشاكل" بين البلدين، وان العلاقة مع اثيوبيا طيبة أيضاً. ونفى وجود خلاف بين البلدين في شأن مياه النيل. واتهم "جهات خارجية" بأنها "تحاول اصطناع وافتعال خلاف" مصري - اثيوبي. وأعرب الباز عن أمله بأن تتجاوب الحكومة الاسرائيلية مع المبادرة الأميركية لأنها "مبادرة متوازنة ولا تتعارض مع مصلحة اسرائيل، وليست منحازة للعرب". وحذر من الجمود في عملية السلام بقوله ان "من الخطورة بالنسبة الى الوضع في المنطقة واسرائيل أن يحصل جمود في عملية السلام" وشدد على أهمية "ان تفي اسرائيل بالتزاماتها". ورأى "ان اسرائيل اذا وافقت على المبادرة الأميركية" فانها "ستطبق تعهداتها". وعن دور مصر حالياً في دعم عملية السلام قال "اننا ننسق مع الأطراف المعنية ومع أميركا والأطراف الأوروبية وقبل ذلك مع الأشقاء الفلسطينيين باعتبارهم شركاء، كذلك اننا لم نقطع الاتصال بحكومة اسرائيل بهدف نصحها للتجاوب مع الجهود الحالية حتى لا تنتكس عملية السلام". وحذر من انتكاس عملية السلام في الشرق الأوسط قائلاً: "انها لو انتكست أو اجهضت، سيكون الوضع خطيراً على جميع الأطراف في مقدمها اسرائيل".