اكدت اللبنانية الاولى السيدة منى الهراوي لپ""الحياة" خلال وجودها في باريس، ان الرئيس الياس الهراوي سيفتتح مع نظيره الفرنسي جاك شيراك المعرض الذي يقيمه معهد العالم العربي عن لبنان في تشرين الاول اكتوبر المقبل الذي تجرى فيه انتخابات الرئاسة في لبنان. وتطرح هذه المشاركة اسئلة تتعلق بالموقف الفرنسي من الاستحقاق اللبناني. وفي هذا السياق نقل مصدر عربي رفيع المستوى الى "الحياة" عن مسؤول فرنسي ان باريس "تتمنى انتخاب رئيس للبنان قوي ونزيه"، وتشدد على ضرورة اجراء انتخابات الرئاسة في لبنان في موعدها. وحرصت الاوساط الفرنسية المسؤولة على تمرير هذه الرسالة، عن طريق نصيحة ديبلوماسية للاوساط النافذة في سورية، ومفادها اليهم ان تأجيل الانتخابات الرئاسية او التمديد للرئيس الحالي في لبنان قد يكون متعارضاً مع المصلحة السورية على الصعيد الدولي. وعلى رغم الاهمية التي توليها لموضوع الرئاسة في لبنان، فانها ترفض الخوض فيه علناً، او حتى في احاديث خاصة بسبب ادراكها لحساسيته بالنسبة لسورية والحكم اللبناني. ويمكن الاستنتاج من الاوساط الحاكمة في فرنسا ان الاوضاع السياسية والاجتماعية في لبنان معطلة ليس بسبب جمود السلام في المنطقة فقط، وانما لاسباب داخلية لبنانية بحتة. فالاوساط المسؤولة في فرنسا تعرف تفاصيل الوضع في لبنان والخلافات بين سياسييه. كما انها تتابع الوضع في دقة واهتمام يلاحظان سواء لدى اليمين او اليسار. وفي هذا الاطار تدرك ان لبنان يحتاج الى رئيس جديد يعالج الاستياء الشعبي على الصعيد المعيشي من جهة، ومن جهة اخرى يعالج عدم رضى المسيحيين عن تولي سورية وحدها اختيار الرئيس الماروني بحسب العرف، علماً ان المسؤولين اللبنانيين هم الذين يطلبون تحكيمها في خلافتهم الكثيرة والمتكررة. وتتمنى الاوساط الفرنسية ان تتيح سورية انتخاب رئيس جديد يتمكن من اعادة ثقة اللبنانيين بمستقبل بلدهم، واجراء مصالحة فعلية تكون بداية لعودة الذين تركوا لبنان لاسباب تتعلق بسوء الاحوال السياسية او الاقتصادية. ويسود في فرنسا اعتقاد بأن الحوار مع سورية والعلاقة الوطيدة معها يمكنان من اقناعها بهدوء ان تحسين الاوضاع الداخلية في لبنان وتشجيعه على استعادة عافيته واستقلاله يصبان في مصلحتها ومصلحة مستقبلها السياسي والاقليمي والدولي. فباريس تعلّق اهمية كبرى على العلاقات الجيدة مع دمشق، ويعتبر شيراك الرئيس حافظ الاسد شريكاً اساسياً للديبلوماسية الفرنسية في المنطقة، مما يمكنه من اجراء حوار صريح معه، خصوصاً حول مصلحة سورية في ان يكون لبنان سيداً وقوياً سياسياً واقتصادياً تربطه علاقة مميزة واساسية بدمشق. في موازاة ذلك، تتداول في فرنسا، كما في لبنان، اسماء المرشحين الجديين للرئاسة في لبنان، ومن بينهم العماد اميل لحود وميشال أده والوزير فارس بويز والنائبان روبير غانم ونسيب لحود والنائب السابق رئيس الرابطة المارونية بيار حلو. ويعرف شيراك شخصياً بعض هؤلاء مثل النائب غانم الذي عرفه عبر صديق عربي مشترك توفي منذ فترة، والتقاه عندما كان عضواً في وفد مرافق لرئيس الوزراء رفيق الحريري خلال احدى زياراته لفرنسا. كما ان الرئيس الفرنسي التقى مراراً بويز. ويعرف الرئيس الفرنسي، على الاقل بالوجه، من التقاهم في لبنان خلال زيارته الاولى له مثل النائب لحود والنائب السابق حلو والوزير أده. الى ذلك تعرف الاوساط الفرنسية المسؤولة مدى ارتباط كل من المرشحين الممثلين بسورية، ومدى قدرته على تجسيد المواصفات المطلوبة للرئيس العتيد في لبنان. كما ان فرنسا تعرف تماماً ان كلمة السر لم تعط بعد للبنانيين، لذا تأمل بأن يقع اختيار سورية على مرشح يحظى بشعبية حقيقية وسمعة جيدة تمكنه من القيام بمهمات منصبه، بما يؤدي الى تحسين الوضع الداخلي، ويحافظ على المصلحة المشتركة اللبنانية - السورية.