انهارت أمس المحادثات بين الاطراف الافغانية برعاية منظمتي الاممالمتحدة والمؤتمر الاسلامي، بسبب الخلاف على البحث في مسائل سياسية شددت المعارضة على ضرورة التوصل الى اتفاق في شأنها وفي مقدمها فتح الطرق وتبادل الأسرى ووقف اطلاق النار. لكن "طالبان" أصرت على ترك هذه المسائل للجنة العلماء التي اتفق الجانبان على تشكيلها وتضم 40 عالماً مناصفة بين الجانبين. وأعلن ممثل الاممالمتحدة في المحادثات جيمس نغوبي امام الصحافيين: "فشلنا في عقد الجولة التاسعة من المحادثات بسبب تغيير طرأ، اذ توجه وفد "طالبان" الى قندهار للتشاور مع قادته ولم يعد". وفي المقابل اتهم ممثل "طالبان" في اسلام آباد عبدالحكيم مجاهد ايران وحزب الوحدة بالوقوف وراء فشل المحادثات. وقال في تصريح الى "الحياة" امس ان "طهران وحزب الوحدة، لم يكونا جادين في التوصل الى اتفاق، وكان موقفهم سلبياً". واستعرض مجاهد التنازلات التي قدمتها الحركة للمعارضة، اذ وافقت على ان تكون تركيبة لجنة العلماء بالتساوي رغم ان "طالبان" تسيطر على 80 في المئة من الاراضي الافغانية. واشار الى ان أطرافاً عدة معارضة لم تكن ممثلة في المحادثات مثل الحزب الاسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار والاتحاد الاسلامي بزعامة عبدرب الرسول سياف وشوىى نظار بزعامة أحمد شاه مسعود. وقال مجاهد ان "طالبان" أبدت خلال المحادثات استعدادها للسماح لمنظمات الاغاثة الدولية بنقل امدادات الى مناطق الشيعة وسط افغانستان، على ان يتم بحث رفع الحصار في اجتماع لجنة العلماء الذي اقترحت "طالبان" عقده في جلال اباد الافغانية أو اسلام اباد قبل السادس من الشهر الجاري. وكانت منظمات الاغاثة الدولية حذرت من موت الآلاف وسط افغانستان بسبب الحصار الذي تفرضه طالبان على هذه المنطقة منذ اشهر عدة. وأشار تقرير لبرنامج الاغذية العالمي الى موت مئة شخص معظمهم من النساء والاطفال بسبب فقدان المواد الغذائية. وفي المقابل، حمل الناطق باسم وفد التحالف المعارض الدكتور عبدالرسول طالب الحركة مسؤولية انهيار المحادثات موضحاً ان "الشعب الافغاني فقد فرصة اخرى للسلام بسبب المغامرات العسكرية لطالبان، التي ما زالت تحلم بانتصار عسكري". ورأى المراقبون ان انهيار المحادثات بدا واضحاً لدى مغادرة مندوب منظمة المؤتمر الاسلامي السفير ابراهيم البكر اسلام آباد الخميس الماضي. وأبدت طهران على لسان المسؤول عن الملف الافغاني في الخارجية الايرانية علاء الدين بروجوردي اسفها للنتيجة التي وصلت اليها محادثات اسلام اباد، في حين امتنع المسؤولون الباكستانيون عن التعليق مفضلين القول ان "المحادثات علقت لأجل غير مسمى". وتوقع المراقبون تجدد المعارك الدامية في ظل ذوبان الثلوج ودخول الصيف، خصوصاً وان انهيار المحادثات اعتبر فشلاً للولايات المتحدة التي حاولت ترتيبها وأوفدت سفيرها لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون الى افغانستان لاقناع الأطراف الافغانية بالحوار. وفي المقابل، تسعى "طالبان" الى تحسين علاقاتها مع الاممالمتحدة حتى لا تتحمل مسؤولية انهيار المحادثات. وقال وزير الاعلام في حكومة "طالبان" ملا أمير خان متقي ل "الحياة" في كابول امس ان وفداً تابعاً للمنظمة الدولية سيلتقي صباح اليوم الاثنين قادة "طالبان" في قندهار للبحث في اعادة فتح مكاتب الاممالمتحدة.