انطلق في الدوحة أمس، مؤتمر حول السلام يجمع ممثلين لحركة «طالبان» الأفغانية مع مسؤولين في كابول، ما يشكل أول تطور من نوعه بعد تعثّر محادثات أفغانية - أفغانية كانت مرتقبة سابقاً في الدوحة أيضاً، ثم تعثّرت بسبب خلافات، وإغلاق مكتب افتتحته الحركة في العاصمة القطرية عام 2013 وسط ترحيب أميركي. وأعلن مدير الإدارة الآسيوية في وزارة الخارجية القطرية يوسف السادة، أن المؤتمر الذي تنظّمه حركة «بغواش» الداعية للسلام، سيُناقش المصالحة بين الأطراف الأفغانية من أجل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار للشعب. لكن المفاوضات تجري وسط تكتّم شديد ومناخ يتسم بالسرية، إذ لم تدعُ السلطات الصحافيين لنقل وقائع بدء المؤتمر، بخلاف ما درجت العادة في أحداث مشابهة. وكانت «طالبان» حددت هدف افتتاح مكتبها باستئناف محادثات ترمي إلى إنهاء حرب مستمرة منذ 12 سنة، وقالت إنها تريد حلاً سياسياً يؤدّي إلى تشكيل حكومة عادلة وينهي الاحتلال الأجنبي. وبعد إغلاق المكتب نجحت وساطة قطرية في حزيران (يونيو) 2014 في إطلاق جندي أميركي أسرته «طالبان» طوال خمسة أعوام، في مقابل إفراج واشنطن عن 5 من قادة الحركة كانوا في معتقل غوانتانامو في كوبا. الدكتور غيرت بهير، ممثل الحزب الإسلامي في إسلام آباد الذي غادر الى الدوحة، قال ل «الحياة» إن «المشاركين في المؤتمر سيعملون لبلورة تصوّر جيد ومقبول لدى الأطراف لإنهاء الحرب في أفغانستان وكل أنواع التدخل الأجنبي»، لكنه استبعد التوصل إلى حلّ بسبب التباين الكبير بين وجهتي نظر كابول و «طالبان». ويرأس الوفد الأفغاني عبد الحكيم مجاهد، نائب رئيس مجلس المصالحة الوطنية الأفغانية، الذي كان ممثلاً ل «طالبان» في الأممالمتحدة خلال حكمها البلاد بين 1996 ونهاية 2001. وصرح مجاهد في الدوحة بأن المؤتمر سيكون مفتوحاً ويتمحور حول السلام في حضور ممثلين للحكومة الباكستانية. لكنه لم يؤكد إمكان حصول لقاءات مباشرة بين وفدي كابول و»طالبان» لبحث المصالحة الوطنية. وفي اتصال هاتفي، نفى الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، احتمال لقاء وفدي كابول والحركة في الدوحة، معتبراً أن مشاركة الحركة في مؤتمر دولي «تعكس اهتمام العالم بها وبكونها العامل الأساس في حلّ الأزمة». وشدد مجاهد على ضرورة وقف تدخل الدول والمنظمات الدولية في الشأن الداخلي الأفغاني، وانسحاب القوات الأجنبية، وإلغاء الاتفاق الأمني الذي وقعته حكومة الرئيس أشرف غني مع الأميركيين، ويسمح بمنحهم 9 قواعد عسكرية في البلاد. ولم يكشف مجاهد هوية ممثلي «طالبان» في المؤتمر، وإذا كانوا من مكتب الحركة في الدوحة أو قادة آخرين قد يتواجدون على اللائحة السوداء للأمم المتحدة، ويحظّر سفرهم والتعامل معهم. وأكدّ مجاهد أن مشاركة الحركة في أي حوار سلام لا تعني بالضرورة وقف عمليات الربيع التي أطلقتها قبل نحو 10 أيام.