جاكرتا، واشنطن، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - بدأ آلاف الطلاب الاندونيسيين ظهر أمس السبت بالتظاهر في مناطق عدة من البلاد احتجاجاً على تصريحات ادلى بها الرئيس سوهارتو واستبعد فيها امكان القيام بأي اصلاح سياسي جديد في اندونيسيا قبل نهاية ولايته في العام 2003. وبدأ الطلاب بالتظاهر يوميا منذ نهاية شباط فبراير الماضي واتسعت حركة احتجاجهم. وهم يطالبون الآن اضافة الى الاصلاحات الاقتصادية، باصلاحات سياسية واستقالة الرئيس سوهارتو الذي يعتبرونه عاجزاً عن مواجهة الازمة التي تعصف بالبلاد. وأدلى سوهارتو 76 عاما الذي تسلم الحكم قبل 32 عاما، بهذه التصريحات خلال اجتماع استثنائي للشخصيات الرئيسية السياسية والعسكرية الاندونيسية استمر ثمانين دقيقة أول من امس الجمعة في القصر الرئاسي في جاكرتا. وأكد سوهارتو ايضاً أنه "ستتم مواجهة جميع الذين يمكن أن يعرضوا بمحاولاتهم استقرار البلاد للخطر وكل الذين لا يريدون أن يفهموا الدستور". وفي جاكرتا، تجمع اكثر من 500 طالب من المدرسة العليا للمعلوماتية في حرم هذه المؤسسة جنوب العاصمة مطالبين باصلاحات سياسية فورية. وتجمع طلاب من معهد الفنون في كلية "غونادارما" الخاصة وجامعة اندونيسيا امام مباني مدرسة الطب للمطالبة باصلاحات سياسية. وفي يوغياكرتا، المدينة الجامعية شرق جاوا، تجمع نحو خمسة آلاف طالب امام مدخل جامعة غاجاه مادا. ومن المتوقع ان ينضم اليهم آلاف آخرون حسبما ذكر احد الناشطين في اتصال هاتفي. وتجمع نحو 200 متظاهر ايضا في سولو شمال شرق يوغياكرتا حيث وقعت مواجهات الشهر الماضي بين الطلاب ورجال الامن اوقعت عشرات الجرحى. ووقعت امس الجمعة ايضاً مواجهات في ميدان شمال البلاد بين طلاب وقوات الامن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع ورصاصا مطاطيا اسفرت عن اصابة 12 شخصاً ادخلوا المستشفى. وقال الطلاب ان ستة من زملائهم فقدوا. وفي تطور آخر، وجه أعضاء الكونغرس الديمقراطيون ضربة الى الرئيس بيل كلينتون مهددين بسحب دعمهم لبرنامج صندوق النقد الدولي لتقديم قروض لاندونيسيا ولبرنامج الصندوق لفتح الأسواق العالمية. ويتوقع أن يستأنف الصندوق يوم الاثنين المقبل مدفوعاته لاندونيسيا على الرغم من انتقادات كثير من الساسة الاميركيين الذين يقولون ان على الصندوق ان يربط المساعدات لاندونيسيا بالتحسن في حقوق الانسان وقوانين العمل. وهدد ريتشارد غيرهارد زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب وديفيد بونيور مقرر نواب الحزب والنائبان بارني فرانك ونانسي بيلوزي أمس الجمعة بمعارضة التمويل الاميركي للصندوق بسبب اعتزام دول اعضاء في الصندوق تعديل ميثاقه لجعل حرية انتقال رؤوس الاموال أحد الاهداف الرئيسية للصندوق. وقال النواب الخمسة في رسالة الى وزير الخزانة الاميركي روبرت روبن ان هذا التوجه في صندوق النقد "هو بالتحديد عكس ما نحتاج اليه لبناء تأييد ذي قاعدة عريضة لصندوق النقد الدولي". واضاف النواب في رسالتهم ان تأييدهم للتمويل الاضافي لصندوق النقد والبالغ 18 بليون دولار سيكون معرضا للخطر اذا اصرت حكومة كلينتون على "ادراج تحرير الحسابات الرأسمالية" في ميثاق الصندوق. في الوقت نفسه حض كلينتون الكونغرس امس على اقرار أن تسهم الولاياتالمتحدة بنصيب "عادل" في تمويل صندوق النقد الدولي. وبينما يشتد الضغط على سوهارتو من جهات سياسية بالغة النفوذ في الداخل، كالتنظيمات الاسلامية التي تضم ما لا يقل عن 60 مليوناً والتجمع الديموقراطي المحظور بقيادة ابنة الرئيس السابق سوكارنو يبدو أن المواجهة المتوقعة ستكون بين الجيش والطلاب، خصوصاً بعد تصريحات رادان هارتانو، وزير الداخلية الذي قال ان التغييرات المتوقعة ستؤول الى ابعاد الجيش عن البرلمان وسيكون البرلمان بكامله منتخباً مباشرة من الشعب في العام 2003 إلا أنه هزّ العصا وهو عسكري سابق في وجه من يحاول استعجال التغييرات أو "الاضرار بواقع الأمن المستتب في البلاد".