بغداد، أ ف ب، رويترز - جدّد العراق امس مطالبته بسحب القوات الاميركية والبريطانية من الخليج، معتبراً انها "تهدد الأمن والاستقرار في هذه المنطقة". وكان لوّح بتجميد تصديره نفطاً اعتباراً من 3 حزيران يونيو المقبل اذا لم توافق الاممالمتحدة على خطته الجديدة التي قدمها للمرحلة المقبلة من تطبيق اتفاق "النفط للغذاء". وتزامن هذا الموقف مع تأكيد الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في بغداد براكاش شاه ان المنظمة الدولية تواجه ضغوطاً للتحرك باتجاه معالجة معاناة الشعب العراقي بسبب انعكاسات الحظر الدولي. وقال براكاش شاه في حديث الى وكالة "رويترز" مساء اول من امس ان التقارير الاخيرة لوكالات الاممالمتحدة ووسائل الاعلام "ابرزت الوضع المأسوي في العراق وضرورة ان يولي المجتمع الدولي اهتماماً لذلك الوضع ويسعى الى معالجته. ويشير عدد من التطورات الى ان هناك ادراكاً اوسع لدى الاممالمتحدة ومجلس الامن لتأثير العقوبات على المدنيين في العراق". وتابع شاه قبل مغادرته بغداد الى نيويورك: "مع تزايد الادراك واتضاح مزيد من الحقائق سيكون هناك مطلب عام في الاممالمتحدة والمجتمع الدولي للنظر الى قضية العقوبات من زاوية مختلفة تماماً". ومن المقرر ان يقدم شاه تقريراً الى الامين العام كوفي انان قبيل تطبيق المرحلة التالية من اتفاق "النفط للغذاء". ولفت ممثل الامين العام الى ان "من يملكون القدرة على رفع العقوبات غير مقتنعين بذلك، ولا بد من بذل جهود لاقناعهم بأن يروا الواقع ويتخذوا قرارهم ويغيروا القرارات". واشار الى ان الدول العربية التي رغبت في فرض عقوبات على العراق لغزوه الكويت عام 1990 تغيّر الآن موقفها وترسل طائرات محمّلة اغذية وادوية الى بغداد. واعرب عن اعتقاده بأن "ليس هناك اي عضو في الاممالمتحدة اعتبر العقوبات أمراً بلا نهاية او وضعاً دائماً. الجميع يعرف ان العقوبات مفروضة لغرض محدد وان مجلس الامن سيتخذ في وقت ما قراراً برفعها متى تحقق هذا الغرض". ورأى ان مذكرة التفاهم التي وقعها أنان ونائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في بغداد في شباط فبراير أمّنت السبل لتحقيق "مزيد من الشفافية لعمليات التفتيش"، وزاد ان اعضاء مجلس الامن يطلبون الآن مزيداً من الايضاحات ويدققون في تقارير اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل اونسكوم. واكد ان محادثات تجرى الآن في نيويورك مع مسؤولين عراقيين لتضييق شقة الخلاف على كيفية توزيع العائدات النفطية العراقية في المرحلة الرابعة من برنامج "النفط للغذاء" التي تبدأ في 4 حزيران وتوقع حل بعض الخلافات. يذكر ان وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف سيصل الى نيويورك اليوم لاجراء محادثات مع خبراء في "اونسكوم" واتصالات بأعضاء في مجلس الامن، فيما توجه وزير النفط العراقي عامر رشيد الى بكين. الى ذلك دعا ناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام العراقية امس الولاياتالمتحدةوبريطانيا الى سحب قواتهما من الخليج، بعد اعلان وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ان البنتاغون سيخفض القوات الاميركية في المنطقة في غضون اسبوعين. وقال الناطق: "ما نطالب به هو انسحاب كل القوات الاميركية والبرىطانية لأنها تهدد الامن واستقرار السلام في هذه المنطقة الحيوية". وزاد ان بغداد كانت تدرك ان القوات الاميركية والبريطانية "نشرت هنا لتهديد استقرار بعض الدول، لكن الحقيقة ان هذه القوات تهدد المنطقة بأكملها وتشكّل مصدراً رئيسياً للتوتر". يذكر ان بريطانيا اكدت اول من امس انها لا تنوي حالياً سحب مزيد من قواتها المنتشرة في الخليج. ووجه كوهين الاثنين تحذيراً الى الرئيس صدام حسين من اثارة ازمات بعد الاعلان عن خفض قريب للقوات الاميركية في الخليج.