دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مجدداً لعقد قمة عربية عاجلة مؤكداً أنها "اصبحت ضرورة قومية لحماية حقوق الأمة العربية ومصالحها. وأشاد عرفات، في كلمة ألقاها خلال الملتقى الذي تنظمه الجامعة العربية في مناسبة مرور خمسين عاما على تشريد الشعب الفلسطيني وافتتح أمس، بالجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس حسني مبارك والدكتور عصمت عبدالمجيد "من أجل تحقيق المصالحة الشاملة داخل البيت العربي وتوحيد الكلمة سعياء وراء استعادة التضامن والعمل العربي المشترك وتعزيز أطره وأشكاله ليكون القاعدة الصلبة التي تستند إليها أمتنا العربية في مواجهة كل المخاطر المحدقة بها". وأكد عرفات أهمية القمة "لتبادل الرأي والمشورة بين قادة الأمة العربية للخروج بموقف عربي موحد ومتضامن وقوي يكون قادراً على مواجهة احتمالات الانهيار الشامل لعملية السلام وليقول للقوى الدولية المؤثرة والمعنية بالسلام والأمن في المنطقة إنه لم يعد مقبولاً لدى شعوبنا هذا التردد الدولي أمام الغطرسة الاسرائيلية واستخدام المعايير المزدوجة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية". وقال عرفات "لن نتخلى ولن نتنازل عن حقوقنا الوطنية والقومية في فلسطين وإننا ماضون في حمل الأمانة حتى تجسيد الحق الفلسطيني والقومي بإقامة صرح دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". ووصف الرئيس الفلسطيني إحياء الذكرى بأنه "رسالة من الأمة العربية للعالم اجمع بأن فلسطين مازالت أساساً وركيزة ومحوراً للإجماع العربي - العربي وقضية العرب الأولى"، مؤكداً أن الأمة العربية "ستبقى كما كانت على الدوام سنداً وذخراً يدعم النضال الفلسطيني ويوفر له كل أسباب الصمود والمقاومة على طريق نيل حقوقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة". ومن جهته أكد الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد أن جميع الدول العربية تقف خلف عرفات لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشيراً إلى تعاظم التفهم الاميركي والاوروبي لهذا الحق. وقال في كلمته إن تمسك اسرائيل بمقولة حماية أمنها بالقوة "لا يستند على أساس من الواقع ولا على أي سند من القانون وان ما يحمي أمنها هو إقرارها بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط". وحذر عبدالمجيد من توجه الحكومة الاسرائيلية لإطالة أمد المفاوضات وبقاء الوضع على ما هو عليه، مؤكداً أن ذلك ينذر بأوخم العواقب ويضع المنطقة بأكملها على حافة الهاوية. وأفتى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي خلال كلمته بشرعية عمليات التفجير في الاراضي المحتلة واستخدام القوة ضد اسرائيل واستخدام القتل. و قال: "من حق كل مسلم وفلسطيني وعربي أن يفجر نفسه في قلب اسرائيل". مشدداً على أن الموت من أجل العزة والكرامة "أفضل من الحياة في مذلة"، ولفت إلى أن جميع الشرائع طالبت باستخدام القوة ضد العدو ومحاربة من يقف بجوار اسرائيل. وأضاف: "نحن لا نخاف من اسرائيل ولا بد من القتال والجهاد والدفاع ومن يتراجع عن ذلك لا يكون مؤمناً، مؤكداً للرئيس عرفات أن "مصر شعباً وحكومة وقيادة تقف وراءه حتى قيام دولته وعاصمتها القدس". وقال البابا شنودة الثالث خلال كلمته إن القضية الفلسطينية "لن تحل بالنقد والخطب والكلام والبكاء على الماضي وإنما بالعمل الايجابي"، مؤكداً أن العرب "أمام خصم لا يهتم بالشرعية الدولية ومقررات المؤتمرات الدولية". وطالب شنودة بپ"الجهاد الأكبر" والرد على المزاعم اليهودية ومخاطبة اعضاء الكونغرس والبيت الأبيض وكل أصحاب الفكر. ودعا الى موقف عربي قوي مؤكداً أن العالم لا يخشى سوى القوة ويحترمها وأن كل حق لا تسنده القوة هو حق ضائع "ويجب الاستعداد لنكون اقوياء". واضاف: "ان القوة في وحدة العرب هي المفتاح الأساسي لحل القضية وعندما تبدأ اسرائيل تشعر بقوتنا ستتراجع"، مطالبا بالتوقف عن الكلام والبدء في الافعال، مستشهداً بأن صلاح الدين الايوبي هز العالم عندما وحد العرب تحت لوائه.