أعرب الشيخ أحمد ياسين مؤسس "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وزعيمها الروحي عن اعتقاده بأن السلطة الفلسطينية "انتقلت من خندق الهجوم على اسرائيل بعد اتفاق اوسلو الى خندق الدفاع". واتهم الشيخ ياسين الذي يواصل زيارته لإيران السلطة الفلسطينية بأنها تعتقل حالياً 300 من أنصار "حماس"، لكنه شدد على التمسك بالحوار مع السلطة التي يمكن ان تستخدم هذه الخطوة للضغط على اسرائيل واميركا. وزار الشيخ ياسين أمس مدينة قم حيث التقى الأساتذة والطلبة في حوزتها العلمية. وزار أول من أمس قبر الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران. وكرر مؤسس "حماس"، في حديث الى "الحياة"، حملته على اتفاق اوسلو، وقال انه أدى الى "اجهاض الانتفاضة الفلسطينية... فأوجد السلطة الفلسطينية القائمة الآن على الأرض، والتي من أهم بنودها في اتفاق اوسلو الدفاع عن أمن اسرائيل. فالتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والأمن الصهيوني هو لتحقيق الأمن كل الأمن للاسرائيليين، لأنه لا يوجد للفلسطينين حق في الأمن والحياة. فهم يقتلون كل يوم وهم يسجنون في كل يوم والأرض تصادر في كل يوم، حتى البيوت تهدم في كل يوم ... كان أمامنا خياران. الأول ان نلقي السلاح ونستسلم كما استسلم اصحاب أوسلو. والثاني ان نستمر في الجهاد لإزالة هذا المحتل الغاصب عن أرضنا وشعبنا مع تضحيات، لأن السلطة ستقاوم هذا الجهاد وهذه المقاومة للاحتلال، لأنه مطلوب منها ان تقاوم كل من يقاتل اسرائيل ومن يمس أمنها. فالسلطة الفلسطينية للأسف الشديد انتقلت من خندق الهجوم على اسرائيل بعد أوسلو الى خندق الدفاع عنها، وهذا من أكبر الأخطاء التي كانت في أوسلو، لا يعقل انسان بمجرد ان وقع اتفاق على ورق دون ان يصل الى أرضه وحقه ووطنه وشعبه ودولته ان يلقي سلاحه". وسئل الشيخ ياسين عن المشروع السياسي ل "حماس" فأجاب: "نحن لا نقاتل المحتل لهدف القتال. لكننا نقاتل لتحرير أرضنا، ونقاتل لإقامة دولتنا الفلسطينية على أرضنا وعاصمتها القدس. لنا مشروع سياسي يتم بعد التحرير، وليس معنى ذلك اننا سنخوض في السياسة وأرضنا محتلة وشعبنا محتل، ما قيمة الخوض في جلسات سياسية والشعب خارج وطنه والوطن بعيد عن أهله، أولاً نريد التحرير ثم المشاريع السياسية تجد لها مكان". وسئل عن امكان مشروع فلسطيني مشترك مع السلطات فأجاب: "نحن طرحنا حواراً مع السلطة والفصائل الفلسطينية مرة ومرات. لكننا وجدنا ان الحوار يكون رد فعل للموقف الاميركي والصهيوني. اذا ابتعدت عن اميركا والكيان الصهيوني فإنما بذلك تعمل حواراً للضغط على اميركا واسرائيل بالفصائل الفلسطينية مثل حماس وغيرها. واذا اقتربت وبدأت تتحرك ينام الحوار وينتهي. نحن نريد حواراً جاداً. يرسخ وحدة شعبنا الفلسطيني، يمنع المشاكل والصدام، يضع خطوطاً للوصول الى أهدافنا وحقنا في وطننا وأرضنا واستعادة شعبنا لأرضه ووطنه، هذا الذي نريده، ونحن على استعداد بينما نتناول فنجاناً من القهوة ان نحل كل مشاكلنا، لكن ما ذنبا اذا كانت الأطراف الأخرى تحت الضغط الاميركي - الصهيوني لا تريد ان تتقدم الى امام". وسئل عن احتمال انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان. وما قد ينطوي عليه ذلك من سحب سلاح "حزب الله" فأجاب: "المعركة بيننا وبين اسرائيل، والأرض التي نقاتل عليها غير الأرض التي يقاتل عليها حزب الله. يعني ميدان المعركة مختلف، لكن العدو واحد. واذا اختلف ميدان المعركة والمكان والزمان اختلف التخطيط والعمل والمواجهة. ان انسحاب اسرائيلي من جنوبلبنان وتوقف المقاومة لا يؤثران علينا، لأن معركتنا زماناً ومكاناً مختلفان وسنستمر ان شاء الله في مقاومتنا حتى نحقق النصر أو الشهادة". من جهة اخرى أ ف ب، اشادت السلطات الايرانية امس بالشيخ ياسين الذي شارك في صلاة الجمعة في طهران. وطمأن امام صلاة الجمعة آية الله محمد يزدي الشيخ ياسين الى "دعم" ايران للشعب الفلسطيني ولنضاله ضد اسرائيل. وقال يزدي الذي يتولى رأس السلطة القضائية في ايران "يجب اتباع مثال الشجاعة والمقاومة الذي يمثله القادة الفلسطينيون". وفي رسالة تليت من على منبر خطبة الجمعة شكر الشيخ ياسين المسؤولين الايرانيين على دعمهم "قضية فلسطين المقدسة".