اعلن الرئيس الاريتري أساياس أفورقي فشل الوساطات بين بلاده واثيوبيا في شأن النزاع الحدودي الذي اندلع بينهما الاسبوع الماضي. وقال ان الوساطات "لم تثمر شيئاً يذكر حتى الآن". لكنه اشار الى ان آراء الوسطاء "لم تنضج بعد، لذلك ليس هناك شيء جاهز عن هذه القضية الآن". يذكر ان الدول التي أعلن انها بدأت وساطة في النزاع هي جيبوتي والولايات المتحدة ورواندا. وعزا أفورقي فشل الوساطات الى التباين في التوجهات بين الموقفين الاريتري والاثيوبي. وقال ان حكومته تؤمن بحلّ النزاع سلماً، وكذلك اثيوبيا. لكنه اضاف: "ان أقوال اديس ابابا تتناقض مع افعالها، لأن تهديداتها باتخاذ اجراءات ضد اريتريا تندرج في هذا الاطار وتخلّ بالمبدأ نفسه. وكان أفورقي يتحدث الى التلفزيون الاريتري مساء اول من امس عارضاً اسباب النزاع وملابساته والجهود التي جرت لاحتوائه. واستعان اثناء الحديث بخرائط عدة وقال انها وُضعت مطلع القرن في ايطاليا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي السابق واثيوبيا. واعتبر أفورقي ان السبب الاساسي للنزاع الحالي يعود الى "تجاوز اثيوبيا الحدود الدولية الموروثة عن الاستعمار بين البلدين، ومحاولتها خلق واقع جديد بحدود مستحدثة من خلال خارطة رسمتها تظهر اقليم تغراي المتاخم للحدود مع اريتريا وُضعت في 1997 بمساعدة منظمة المانية غير حكومية تدعى "جي. تي. زد" وضمّت اراضي اريترية، عملت السلطات الاثيوبية لاحقاً على وضع ادارات محلية فيها بالقوة. واضاف "كنا نعتقد ان ذلك ناتج عن عدم معرفة ولكننا اقتنعنا اخيراً ان الحكومة الاثيوبية المركزية على علمٍ بذلك، لأنه في حال كانت لديها شكوك ازاء الحدود المرسومة، فهناك قانون دولي وما عليها سوى القيام بدراسات توصلها الى معرفة الحقيقة". وأشار افورقي الى "ان رفض الحدود الدولية وتأسيس حدود جديدة هو بمثابة اعلان حرب وربما اكثر من ذلك". وعن رؤيته الحالية لحلّ النزاع قال أفورقي "نحن لم نكن نرغب في تصعيد المشكلة، لكن العالم صُدم من البيان الوزاري الاثيوبي. والآن يمكن القول اننا فشلنا ثنائياً، ولهذا نحن نرى ضرورة وجود طرف ثالث، ونطالب بحل سلمي على رغم ان لدينا اراضي ما زالت تحت سيطرة الاثيوبيين واعلان ذلك ليس عيباً ما دمنا نعتقد بأننا نسير في الاتجاه الصحيح لحل المشكلة. وفي القاهرة "الحياة" دعا وزير الخارجية عمرو موسى نظيريه الاثيوبي والاريتري الى ضبط النفس وحل النزاع بينهما على اراض حدودية بالوسائل السلمية في رسالتين منفصلتين اثر تلقي وزارة الخارجية مذكرة من حكومة اسمرا عن النزاع. الى ذلك أ ف ب اكد وزير الخارجية الليبي عمر المنتصر امس ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي طلب من تجمع دول الساحل والصحراء، التوسط في النزاع بين اثيوبيا واريتريا لايجاد حل سلمي له في "اطار افريقي".