أعلن وزير خارجية المانيا كلاوس كينكل ان بلاده غير مرتاحة لجمود عملية السلام في الشرق الأوسط ولفشل الجهود الأخيرة التي بذلها الجانب الأميركي. وقال كينكل في مؤتمر صحافي عقده مع وزير خارجية مصر السيد عمرو موسى إثر المحادثات التي أجرياها في بون إن الطرفين غير مرتاحين اطلاقاً من الوضع في الشرق الأوسط ولعدم حدوث تقدم من الجانب الإسرائيلي. وأعلن وزير الخارجية المصري أن بلاده لم تعد ترى في رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو شريكاً صالحاً في عملية السلام داعياً الولاياتالمتحدة للاعلان على الملأ عن الذي عطل مبادرتها الأخيرة. وكان الوزير موسى قد وصل أمس إلى بون من باريس حيث أجرى محادثات مع المسؤولين فيها تمحورت حول مبادرة الرئيسين حسني مبارك وجاك شيراك الجديدة الهادفة إلى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط. وذكر كينكل أن نظيره المصري عرض عليه هذه الفكرة، مشيراً إلى أنه سيطرحها على حكومته، كما أنها ستكون في صلب جدول أعمال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي سينعقد الاثنين المقبل. وأضاف انه لا بد لعملية السلام المجمدة ان تتحرك. وهو يعتبر ان المبادرة المصرية - الفرنسية الجديدة وسيلة في هذا الاتجاه، وأن حكومته ستفكر في الأمر. وأعاد الوزير كينكل تأكيد موقف بلاده الرافض للاستيطان ولمستعمرة جبل أبو غنيم، داعياً إسرائيل إلى تجميد العمل الاستيطاني فيها. ورأى الوزير موسى أن أزمة الشرق الأوسط وصلت إلى نقطة خطرة بسبب السياسة الإسرائيلية. وأشار إلى أن مصر تعتقد الآن بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو "لم يعد الشريك المقبول في عملية السلام، لأنه رفض كل المبادرات والمقترحات سواء أتت من واشنطن أو باريس أو بون أو القاهرة". وأضاف رداً على سؤال ل "الحياة" ان ما هو مطلوب من الولاياتالمتحدة "أن تعلن عما حدث بالفعل في المحادثات التي جرت ومن هو الذي يعارض المبادرة الأميركية لتحريك عملية السلام". وتابع يقول إنه أبلغ نظيره الألماني أن الأمر لم يعد يشكل نزاعاً عربياً - إسرائيلياً بعد الآن، وإنما نزاعاً إسرائيلياً مع المجتمع الدولي، لأن نتانياهو يتحدى هذا المجتمع برفضه الدائم للمبادئ الأساسية التي اتفق عليها في مدريد وأوسلو. وذكر الوزير كينكل أن البحث مع موسى تطرق أيضاً إلى مسألة إعادة اللاجئين المصريين الذين رفضت طلبات لجوئهم، وأن الاتفاق تم على تشكيل لجنة خبراء مشتركة لبحث التفاصيل وترتيب العودة.