استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمس نائب الرئيس الاميركي آل غور، الذي بدأ زيارة للسعودية تستغرق يوماً. ويتوقع صدور بيان سعودي - اميركي مشترك وان ينتقل غور اليوم الى الاراضي الفلسطينية لعقد لقاء مع الرئيس ياسر عرفات في رام الله. في الوقت ذاته شكّك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في امكانات احراز تقدم خلال اجتماعات لندن، في ملف الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية. وقالت مصادر ديبلوماسية لپ"الحياة" ان لقاء الملك فهد وآل غور "عرض العلاقات بين البلدين، وسبل انقاذ العملية السلمية من مأزقها، والوضع في المنطقة، بخاصة ما يتعلق بالعراق لجهة ما يتردد عن امتلاكه اسلحة بيولوجية وتمديد الحظر على العراق، وتصريحات الرئيس بيل كلينتون مساء أول من امس التي ابدى فيها تفاؤلاً بالتعاون مع المفتشين الدوليين". وكان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز في مقدم مستقبلي آل غور في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، وعقد معه جولة محادثات كانت العملية السلمية في صلبها، بحسب مصادر ديبلوماسية. وأكد مصدر ديبلوماسي اميركي لپ"الحياة" ان نائب الرئيس الاميركي "اطلع القيادة السعودية على الجهود المكثفة التي تبذلها الولاياتالمتحدة لإعادة الحياة الى عملية السلام، من خلال لقاءات لندن الاثنين المقبل بين وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وكل من الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو". وزاد المصدر: "ان غور عرض ايضاً نتائج محادثاته مع المسؤولين الاسرائيليين في شأن عملية السلام". وأقام الأمير عبدالله مساء امس مأدبة عشاء تكريماً لنائب الرئيس الاميركي. وسيزور آل غور اليوم قاعدة الأمير سلطان الجوية، ويتوقع ان يصدر الجانبان السعودي والاميركي بياناً مشتركاً. الى ذلك أ ف ب، رويترز عقد نائب الرئيس الاميركي قبل انتقاله الى السعودية اجتماعاً مع نتانياهو استمر ثلاث ساعات، ثم انضم اليهما وزراء اسرائيليون والمنسق الاميركي لعملية السلام السفير دنيس روس. وأفاد مسؤولون اسرائيليون ان اللقاء تناول العلاقات الثنائية وعملية السلام والانسحاب من الضفة الغربية والاقتراح الاسرائيلي للانسحاب من جنوبلبنان، اضافة الى الوضع في العراق ومسألة نقل "التكنولوجيا العسكرية الروسية" الى ايران. وفي ختام محادثاته في اسرائيل، عقد آل غور مؤتمراً صحافياً مع نتانياهو اكد خلاله انه لم يأت الى الدولة العبرية ليفاوض في شأن الانسحاب من الضفة، مشدداً على ان حجم الانسحاب متروك للمفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأعرب عن امله بأن تشكل اجتماعات لندن بين وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وكل من الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي "مناسبة لاحراز تقدم كبير". وشكك نتانياهو في فرص احراز تقدم في ملف الانسحاب من الضفة خلال اجتماعات لندن، مشيراً الى وجود "فجوة كبيرة" بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي. ودعا الفلسطينيين الى اظهار مرونة لانجاح المحادثات قائلاً: "تفاؤلي يخبرني بأن ثمة املاً بالتوصل الى اتفاق في لندن وواقعيتي تخبرني انه من اجل تحقيق ذلك ما زال يتعين ان تجرى عملية ملموسة لمد الجسور". وكرر نتانياهو ان اسرائيل وحدها هي التي يجب ان تحدد حجم الأراضي التي ستسلمها استناداً الى حاجاتها الامنية.