غزة، بيت لحم - أ ف ب - اعلن المدعي العام الفلسطيني فايز ابو رحمة امس انه قدم استقالته الى الرئيس ياسر عرفات الذى لم يقبلها رسمياً. وجاءت الخطوة بعدما اعتقلت الشرطة الفلسطينية عشرة اعضاء من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وأبلغ ابو رحمة وكالة "فرانس برس": "قدمت استقالتي الى الرئيس عرفات"، لكنه لم يعط سبباً لقراراه. لكن مصادر قريبة من ابو رحمة اوضحت ان استقالته تأتي احتجاجاً على "الاعتقالات التي تقوم بها الشرطة الفلسطينية من دون اطلاعه مسبقاً على ذلك". وقالت ان ابو رحمة اراد بهذه الاستقالة الاحتجاج على رفض المسؤولين الفلسطينيين السماح لبعض مجموعات الدفاع عن حقوق الانسان بزيارة معتقلي "حماس" بعدما كان اعطى شخصياً موافقته على ذلك. واوضح مكتب عرفات ان الرئيس الفلسطيني لم يتخذ قراراً في شأن الاستقالة. الا ان المصادر المقربة من ابو رحمة اوضحت انه لم يعد يضطلع بمسؤوليته. يذكر الى ان ابو رحمة 63 عاماً عين نائباً عاماً في حزيران يونيو الماضي وتعهد يومها بأن يحترم حقوق الانسان وان يبحث في ما أثارته بعض المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان عن حال عدد من السجناء اعتقلوا خلافاً للقانون. وخلف ابو رحمة النائب العام السابق فائز القدرة الذي استقال ايضاً مبرراً هذه الاستقالة بأسباب صحية. وكان القدرة تعرض لحملة انتقادات من منظمات حقوق الانسان على دوره المفترض في عمليات اعتقال جرت خلافاً للقانون. يذكر ان منظمات حقوق الانسان انتقدت مراراً الشرطة الفلسطينية واتهمتها بالقيام باعتقالات غير قانونية في اوساط الاصوليين الاسلاميين وخصوصاً في اوساط حركة "حماس"، اضافة الى استخدام وسائل التعذيب في تحقيقاتها معهم. في موازاة ذلك، علم ان الشرطة الفلسطينية اعتقلت ليل الخميس الجمعة عشرة اعضاء من "حماس" قرب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. وقال افراد عائلات الموقوفين لوكالة "فرانس برس" ان الشرطة الفلسطينية فتشت خلال حملة دهم لقرى حول بيت لحم، منازل واوقفت فيها اعضاء من الحركة. واضاف هؤلاء ان عناصر في الشرطة قطعت في بعض الحالات الخطوط الهاتفية عن المنازل قبل دخولها. ورفض المسؤولون الامنيون الفلسطينيون التعليق على هذه الاعتقالات التي لم تتوافر معلومات عن اسبابها.