احتشد آلاف المصريين امس في جامع الازهر حيث اقاموا صلاة الغائب على ارواح الشهداء في الذكرى الخمسين لاغتصاب فلسطين، ورددوا هتافات "الثأر" من "العدو" الاسرائيلي ودعو الحكومات العربية الى "فتح باب التطوع للجهاد وتحرير فلسطين" و"مقاطعة اميركا وضرب مصالحها في المنطقة". والقى رئيس جامعة الازهر الدكتور احمد عمر هاشم كلمة شدد فيها على ضرورة "توحيد الجهود العربية والاسلامية لاستعادة الحقوق المشروعة المغتصبة". وجاء التجمع تلبية لدعوة المعارضة المصرية التي دعت الحكومات العربية خصوصا التي اقامت علاقات مع اسرائيل الى "اتخاذ قرارات حاسمة في شأن الصراع العربي - الصهيوني" كما طالبت ب"عقد قمة عربية عاجلة لإعادة تقويم سياسة التعامل مع العدو" و"اعادة النظر في العلاقات مع اميركا وتبني اجراءات عملية لتهديد مصالحها حتى تتخذ موقفاً عادلاً من القضية". وشهدت قاعة جمال عبدالناصر في مقر حزب التجمع مساء اول من امس مؤتمراً سياسياً، حضره نحو 500 مواطن، وصدر عنه بيان وقّع عليه رؤساء احزاب الناصري والوفد والعمل والاحرار والتجمع وجماعة "الاخوان المسلمين" والشيوعيون والاتحاد العام لعمال مصر واتحاد المحامين العرب ولجنة الدفاع عن الثقافة القومية واتحاد الفلاحين المصريين. ولوحظ اهتمام غالبية المتحدثين بالدعوة الى "وحدة وطنية لمواجهة مخاطر المرحلة المقبلة". ودعا البيان القوى والمنظمات الفلسطينية الى "توحيد صفوفها واعادة صوغ اهدافها واعتماد كل الوسائل لتحرير فلسطين". وطالب الحكومات العربية ب"قطع علاقاتها بالكيان الصهيوني ورفض كل صور التطبيع مع العدو والعمل على اعادة صدور قرار الاممالمتحدة اعتبار الصهيونية حركة عنصرية". وفي بيروت احتشد مئات الاطفال الفلسطينيين، امام مقر الاممالمتحدة في بئر حسن، فغنّوا للقدس وهتفوا للعودة ورفعوا لافتات تشدّد على الانتفاضة حتى التحرير. وبدأ التجمع التاسعة صباحاً وشاركت فيه جمعية المرأة الخيرية والمركز العربي الفلسطيني والنجدة الاجتماعية، وروضة الاطفال. وأطلق الاطفال مئات البالونات التي كتب عليها "فلسطين لنا" و"سنعود الى فلسطين". ثم سلّم ممثلا "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" مذكرة الى مدير مكتب الاممالمتحدة في بيروت فؤاد حداد، موجهة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، شرحت مأساة الشعب الفلسطيني ودعت الى تطبيق قرارات الاممالمتحدة الخاصة بحق العودة وبناء الدولة الفلسطينية، معلنة رفض اتفاقات أوسلو التي شتت القضية الفلسطينية، ومشددة على "خيار الانتفاضة". كما دعت الى "تأمين الحقوق المدنية والاجتماعية لفلسطين الشتات ورفض التوطين". ثم انتقل الاطفال الى مخيم شاتيلا حيث كانت في انتظارهم تجمعات في مشاركة الفصائل الفلسطينية كافة. وفي مخيم عين الحلوة في صيدا، أحيا الفلسطينيون الذكرى، في تحركات شارك فيها سكان المخيم الذي رفعت فيه رايات سود. ونظّمت القيادة الموحدة للجبهتين "الشعبية" و"الديموقراطية" اعتصاماً عند المدخل الشمالي للمخيم الذي اقفل باطارات مشتعلة. وأحرق المعتصمون العلمين الاميركي والاسرائيلي. وأقامت اللجان الشعبية اعتصاماً مماثلاً اضافة الى مسيرة نظمتها منظمة التحرير الفلسطينية شارك فيها ممثلون عن الهيئات السياسية والمنظمات الشعبية، ثم زاروا أضرحة الشهداء. وأصدرت المنظمات بيانات شددت فيه على حق الشعب الفلسطيني في العودة الى فلسطين واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. وفي صور، نفّذ الفلسطينيون اعتصامين الاول امام المركز اللوجستي التابع للقوات الدولية والثاني أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر ورفعوا لافتات واعلاماً فلسطينية ووجّهوا مذكرتين الى الامين العام للامم المتحدة ومسؤول اللجنة الدولية للصليب الاحمر.