أحيا اللبنانيون واللاجئون الفلسطينيون المقيمون في لبنان، أمس الذكرى ال 62 للنكبة بمواقف واعتصامات أجمعت على التمسك بالقضية الفلسطينية وحق العودة. وكان موضوع النكبة حاضراً في خطب الجمعة، واكد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تصريح: أن «فلسطين أرض عربية وإسلامية وستبقى، وهي مسؤولية شرعية ووطنية لأجيالنا والأجيال المقبلة»، مناشداً الفلسطينيين أن «يوحدوا صفوفهم، وأن يحسموا خياراتهم الوطنية بالمصالحة والتعاون بين الفصائل الفلسطينية كافة على تنوع توجهاتها وآرائها السياسية ونظرتهم لمستقبل فلسطين، ليتمكنوا معاً بدعم من أشقائهم العرب والمسلمين والمجتمع الدولي من مجابهة التحدي الصهيوني». وحض مجلس نقابة المحامين في بيروت في بيان بعد اجتماعه، جميع القوى والجمعيات والتجمعات والاتحادات الحقوقية العربية والدولية على «حمل حكوماتهم على مطالبة مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة إلزام اسرائيل بالانصياع للقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبخاصة القرار الرقم 194 الذي ينص على حق العودة، والزام اسرائيل بالتقيد بالاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية». وكرر مجلس النقابة مواقفه السابقة لجهة «المطالبة الملحّة بضرورة اقامة الدعاوى بوجه اسرائيل امام محكمة العدل الدولية لارتكابها جرائم الابادة الجماعية وأمام المحكمة الجنائية الدولية لاقترافها جرائم ضد الانسانية، وجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني». تحركات فلسطينية ونفذ عشرات الفلسطينيين والأطفال، اعتصاماً أمام بيت الأممالمتحدة في بيروت للمناسبة بدعوة من مؤسسة «شاهد» لحقوق الانسان و«وقفية الغوث الانسانية للتنمية». وتحلق الاطفال في الحديقة حول العلم الفلسطيني ووقعوا على خريطة ضخمة تتضمن اسماء مدنهم وبلداتهم وقراهم في فلسطينالمحتلة لتأكيد حقهم في العودة اليها، حاملين «مفتاح العودة» ورافعين بالونات كتب عليها: «طيور العودة موطنها فلسطين». وكذلك رفع المعتصمون لافتات حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية نكبتهم، ودعت الى عدم التنازل والتهاون عن هذا الحق وعن اي ذرة تراب من الارض المحتلة. وسلّم المعتصمون مذكرة بهذا المعنى الى القائم بأعمال الممثل الاقليمي لمفوضية حقوق الانسان رينو ديتالي موجهة الى المفوضية. وأحيت ممثلية «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان الذكرى بيوم فلسطيني مفتوح تحت عنوان «الأمانة ننقلها من جيل الى جيل» في حرج قصقص في بيروت. وقال ممثل المنظمة عبدالله عبدالله: «كل طفل فلسطيني في رحم أمه يعرف حقوقنا المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الى ديارهم وإنهاء الاحتلال عن أرضنا، فهذه حقوق غير قابلة للتصرف ولا تتغير بالتقادم وأجيالنا قادرة على حماية هذه الحقوق». وأضاف: «عندما انطلقنا في العام 65 حملنا البندقية لنستعيد هذا الحق ونفتح العقول السود التي كانت تحرم علينا حقوقنا ولكننا استطعنا ان نضع فلسطين على الخريطة الدولية من جديد، وفرضنا على العالم أجمع الاعتراف بنا، تحدياتنا كثيرة في دعم صمود أهلنا في الوطن ضد الاعتقال والاغتيال وتهويد القدس وهدم المنازل وبناء الجدار وكل أشكال الاحتلال، وواجبنا ان نكون سنداً للمقاومة بكل اشكالها وسنستمر في النضال على رغم كل الصعاب ولن نغير من قناعاتنا وسنسلك كل الطرق لاستعادة حقوقنا». ونظمت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» اعتصاماً في المكان نفسه للمناسبة، وأكد عضو اللجنة المركزية احمد ابو ودو «حق العودة الذي لا يقبل المقايضة أو المساومة ولا يسقط بالتقادم»، ودعا الى «ترجمة مواقف الدعم والتأييد لإقرار الحقوق الانسانية للاجئين على أرض الواقع». كما نظمت الجبهة ورشة عمل بعنوان: «إعمار البارد دعم لحق العودة» في القصر الثقافي البلدي - طرابلس، في ذكرى النكبة والذكرى الثالثة لأحداث مخيم نهر البارد، حضرتها وجوه من المنطقة وفاعليات. وقدم ابو لؤي اركان عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية وعضو اللجنة الفلسطينية العليا لمتابعة ملف إعمار نهر البارد ورقة عمل الجبهة عرض فيها لمعاناة ابناء المخيم خلال ثلاثة اعوام أعقبت أحداثه. وطالب الحكومة «باتخاذ قرار سياسي وإلغاء القرار بفرض حالة عسكرية على المخيم ومحيطه، والشروع في ترميم وإعادة إعمار الجزء الجديد من المخيم».