توقع مراقبون ان يقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت عند لقائه بها اليوم مقترحات بشأن اعادة الانتشار لا تستطيع الادارة الاميركية اعتبارها تراجعاً عن افكارها الاصلية، وقالت اولبرايت امس ان ما تقوم به الادارة الاميركية انما يتم بناءً على طلب من الحكومة الاسرائيلية. واستبقت وزيرة الخارجية الاميركية "هجمة" رئيس الوزراء الاسرائيلي على العاصمة الاميركية اليوم - في غياب الرئيس بيل كلينتون في اوروبا - لتذكر الجميع بأن الادارة لاميركية تبذل جهودها تلبية لطلب الحكومة الاسرائيلية ولمساعدتها في تنفيذ تعهداتها، خصوصاً اتفاق اوسلو. وعشية محادثاتها المتوقعة مع نتانياهو اليوم اكدت الوزيرة اولبرايت في خطاب مفاجئ لها بعد ظهر امس امام نادي الصحافة الوطني ان الولاياتالمتحدة لا تمارس ضغوطاً على اسرائيل وانها تسعى الى سد الفجوات المتبقية في الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي تمهيداً للانتقال الى مفاوضات المرحلة النهائية. ويقول مسؤولون اميركيون مطلعون على مضمون خطاب اولبرايت بانه ليس ذلك الخطاب الذي هددت الادارة بأن تكشف فيه عن افكارها وتحمل المسؤولية للذين يرفضون هذه الافكار، بل هو يعكس رد الادارة على اتهامات نتانياهو ومؤيديه في الولاياتالمتحدة، سواء في الكونغرس او في اوساط اليهود الاميركيين، بأن واشنطن تضغط عليه لحمله على القبول بما لا يريد قبوله. وقال مسؤول في الادارة ان اولبرايت ستتحدث عن تاريخ الاهتمام الاميركي بعملية السلام "وكيف ان الاسرائيليين هم الذين طلبوا من واشنطن التدخل في هذه المعمعة كونهم لم يتمكنوا من القيام بذلك بانفسهم". واضاف المسؤول ان الجانب الاسرائيلي طلب من الولاياتالمتحدة التدخل في محادثات اعادة الانتشار الاولى وفي محادثات اعادة الانتشار الثانية، بل وطلبوا ايضاً السعي لدى الجانب الفلسطيني كي يخفض نسبة توقعاته باعادة الانتشار. وفي هذا الاطار كان الناطق باسم وزارة الخارجية واضحاً عندما اعلن ان الادارة تمكنت من اقناع الرئيس ياسر عرفات بالقبول بأقل مما كان يطالب به. وقال ان عرفات "بدأ العملية مطالباً بأن تكون اعادة الانتشار بنسبة 30 في المئة وتمكنا من خفض هذه النسبة"، اضافة الى رفع مستوى الاجراءات المطلوبة من الفلسطينيين "لمكافحة الارهاب". وأكد روبن ان الولاياتالمتحدة لا تقول لاسرائيل ما عليها القيام به وإنما تقول للجانبين ما هو المطلوب منهما القيام به اذا كانا يرغبان في التوصل الى اتفاق. وذكر المسؤول الاميركي ان الوزيرة اولبرايت ستشدد خلال اجتماعاتها مع نتانياهو اليوم الأربعاء على الأهمية القصوى التي تعلقها الادارة لسد الفجوات وانها لن توجه في خطابها اي اتهامات ولن تذكر الافكار الاميركية ومنها نسبة الپ13.1 في المئة ولن تهدد بالانسحاب من العملية السلمية. من جهة أخرى، شن وزير البنى التحتية الإسرائيلي ارييل شارون هجوماً على رئيس حكومته، مهدداً باسقاط الائتلاف إذا قدم الاخير "تنازلات" في ما يتعلق بنسبة إعادة الانتشار الاسرائيلي من الضفة الغربية. وفي عمّان، أشاد العاهل الأردني الملك حسين بالموقف الفلسطيني من عملية السلام ووصفه بأنه "سليم جداً وبناء وايجابي". وقال في تصريحات للصحافيين لدى افتتاحه مشروع سد الكرامة التخزيني في منطقة الاغوار الأردنية أمس إن الأردن يراقب مجريات عملية السلام وكيفية الخروج من الأزمة الراهنة وما ستقوم به الولاياتالمتحدة في هذا الصدد. وسئل الملك حسين عما إذا كان يود توجيه كلمة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، فقال: "لقد وجهت له كلاماً كثيراً في ما مضى، وإن شاء الله يتذكر ما قلته له في أكثر من مناسبة، فالإنسان هو الأساس ولا بد أن يسود الحق والعدل ولا بد أن تتحرك عملية السلام رغم المعوقات على طريق تحقيق السلام العادل والشامل الذي يعطي كل ذي حق حقه".