يجري الرئيس بيل كلينتون صباح اليوم الخميس محادثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد المحادثات الطويلة التي عقدها اول من امس الثلثاء مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو في محاولة لاقناعه بجدوى الخطة التي طرحها عليه بالنسبة الى اعادة انتشار القوات الاسرائيلية من الضفة الغربية ولاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط. راجع ص4 ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي الموافقة على طلب البيت الأبيض الاقدام على انسحاب كبير للجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية قائلاً ان هذا الامر "يعرض اسرائيل للخطر". وقال في مؤتمر صحافي "انني مستعد لاعادة الانتشار ولاتخاذ اجراءات ليست سهلة، لكنني لست مستعداً لتعريض اسرائيل للخطر وللمخاطرة بوجود الدولة العبرية". ووصل عرفات امس الى واشنطن والتقى مساء وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت التي قالت في تصريحات لها صباح امس انها تتفق مع تصريحات نتانياهو بأن بعض التقدم قد تحقق. وقالت: "لقد عملنا ولا يزال امامنا مزيد من العمل" لكنها لم تستعمل كلمة "تقدم". واضافت ان ثمة فرصة لتحقيق تقدم خلال الاسبوعين المقبلين "ولكن على الزعيمين اتخاذ القرارات الصعبة، وسنعمل على اعادة العملية الى مسارها". ورغم تصريحات نتانياهو التي ذكر فيها ان بعض التقدم قد تحقق، خلال محادثاته مع الرئيس كلينتون، فقد بدا واضحاً من المؤتمر الصحافي الذي عقده امس انه يحاول تحميل الجانب الفلسطيني كل المسؤولية عن فشل المفاوضات والحاق الأذى باتفاق اوسلو. وفسر المراقبون تحركات رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنها مجرد معركة علاقات عامة داخل الولاياتالمتحدة واسرائيل اكثر منها رغبة في التفاوض لايجاد الحلول. وكان الرئيس كلينتون اجتمع مجدداً بنتانياهو مساء الثلثاء حوالى 90 دقيقة بحضور كل من اولبرايت ومستشار الرئيس لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر اللذين امضيا ساعات بعد الظهر مع المسؤول الاسرائيلي. ووصف مسؤول في البيت الأبيض المحادثات المسائية بأنها كانت "مكثفة" وتناولت مسائل متعددة وشاملة في شأن كيفية تفعيل المفاوضات، خصوصاً المتعلقة منها بالوضع النهائي. واعترف المسؤول بأن المحادثات لم تؤد إلى انجاز رغم أنها كانت "جيدة". وان أمام المفاوضين "الكثير من العمل". وكالعادة أصر المسؤول على عدم الدخول في التفاصيل أو اعطاء انطباعات عن مجرى المحادثات في انتظار الانتهاء من المحادثات الفلسطينية - الأميركية. وأوضح ان محادثات الثلثاء اعطت نتانياهو "فكرة واضحة عما يعتقده الرئيس كلينتون ضرورياً لاستئناف المفاوضات. واعتقد أيضاً أنه بات لدينا معرفة جيدة لما يستطيع رئيس الوزراء نتانياهو القيام به وما هو غير قادر على القيام به. ولهذا السبب كانت المحادثات مفيدة". وأضاف المسؤول ان الجانب الأميركي قدم مقترحات لكنه لم يقدم أي خرائط. رغم ان البحث تناول "مزيداً من اعادة الانتشار" و"التعاون الأمني" والترابط بين الأمرين. وزاد أنه باتت لدى الإدارة "فكرة واضحة عما هو مطلوب القيام به لاستئناف المفاوضات" الفلسطينية - الاسرائيلية في شأن الوضع النهائي. وعما اذا كان في الامكان القول ان محادثات الثلثاء أدت الى تقدم قال المسؤول: "لا أريد ان أصف المحادثات، ولكن اعتقد انه كان يوماً جيداً وان المحادثات كانت مفيدة. وبالطبع لا تزال امامنا مشاكل يجب حلها". وفي هذا الاطار عقدت الوزيرة اولبرايت مساء امس اجتماعاً اخيراً مع نتانياهو قبل مغادرته الولاياتالمتحدة. وكانت اجرت قبل ذلك محادثات مع الرئيس عرفات بعد عشاء افطار اقامته على شرفه في وزارة الخارجية مساء امس. واعتبر المسؤول ان من غير المنطقي سد الفجوات المستمرة منذ اكثر من عام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في ليلة واحدة. ومن جهة اخرى ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان الرئيس كلينتون اقترح خلال اجتماعيه مع نتانياهو افكاراً يرتكز مضمونها على اعادة انتشار اسرائيلية على ثلاث مراحل بدلاً من مرحلة واحدة في مقابل اتخاذ الجانب الفلسطيني سلسلة من التدابير الامنية. ورفض المسؤولون الاميركيون التعليق على ما نشرته الصحيفة. وكان نتانياهو اعلن في مؤتمره الصحافي ان اسرائيل التزمت اتفاق اوسلو نصاً وروحاً وان الجانب الفلسطيني لم يلزم اياً من التعهدات بموجب اوسلو سواء بالنسبة الى الغاء الميثاق الوطني الفلسطيني او محاربة الارهاب والتشجيع على العنف والامتناع عن تسليم المعتقلين الى اسرائيل. وأضاف: "انني مستعد لاعادة الانتشار ولاتخاذ قرارات غير سهلة، ولكني لست مستعداً لتعريض اسرائيل الى الخطر وتهديد حياة الدولة اليهودية". وقال: "اعتقد ان من الممكن في اطار هذه الحدود تحقيق تقدم، وقد حققنا بعض التقدم، وأمامنا المزيد من العمل. وعلى الأغلب سيتم ذلك خلال الاسبوعين المقبلين". ونفى نتانياهو ان تكون الادارة الاميركية قدمت "خطة عمل" وان الرئيس كلينتون قدم بعض الافكار وانه قدم هو ايضاً افكاراً من جانبه "وأعتقد ان بعض هذه الافكار يحمل املاً وبعضها الآخر اكثر صعوبة".