حصلت شركة "ألاينس بايبلاين" الكندية المحدودة الاسبوع الجاري على الضوء الأخضر لتنفيذ ما وصف بأنه أكبر مشروع انشائي من نوعه لتصدير الغاز الطبيعي الى الولاياتالمتحدة. وجاءت موافقة السلطات الكندية على المشروع بعد أسابيع قليلة من تسجيل شركة الغاز القطرية "قطر غاز" أول اختراق للسوق الأميركية. وقال نورمان غيش رئيس "ألاينس بايبلاين" ان المشروع يتضمن مد شبكة أنابيب ضخمة لجمع الغاز من الحقول المنتجة في ثلاث مقاطعات كندية ونقله الى شيكاغو، المركز الرئيسي لتوزيع الغاز في وسط الولاياتالمتحدة، بطاقة تصل الى 1.325 بليون قدم مكعبة يومياً وكلفة اجمالية تقدر بنحو 2.1 بليون دولار أميركي. وذكر في لقاء مع ممثلي الشركات الكندية المنتجة للغاز الطبيعي أول من أمس، ان المشروع سيستخدم تقنيات حديثة لتكثيف الغاز المشبع بالسوائل، بتعريضه لدرجات عالية من الضغط قبل نقله بواسطة الشبكة التي تتألف من خط رئيسي من الأنابيب ذات القياسات الكبيرة 36 إلى 42 انشاً بطول 1565 كيلومتراً وخطوط فرعية بطول 770 كلم. وأوضح بيان أصدرته الشركة من مقرها في كالغاري لاحقاً أن المشروع سيخدم الحقول المنتجة في ثلاث مقاطعات في غرب كندا: بريتش كولومبيا والبرتا وساسكاتشيوان، وأن الأعمال الانشائية التمهيدية ستبدأ على الفور، فيما ستبدأ عمليات مد الأنابيب في أيار مايو المقبل، على أن يتم ادخال الشبكة الخدمة في الفصل الرابع من سنة 2000. وقالت "ألاينس بايبلاين" وهي واحدة من شركات كندية عدة تنشط في نقل النفط والغاز الى الأسواق الأميركية عبر خطوط الأنابيب، انها وقعت عقوداً طويلة الأمد 15 سنة مع 37 منتجاً للغاز الطبيعي في كندا. وأشارت الى حصولها على جزء كبير من تمويل المشروع من شركات أميركية وكندية عدة ليست ناشطة في انتاج الغاز. وتضمنت لائحة المساهمين في مشروع خط الأنابيب الكندي شركة "ديوك انيرجي" الأميركية التي بلغت حصتها ما نسبته 10 في المئة. وكانت الشركة المذكورة، الناشطة في مجال توليد الكهرباء وتوزيع الغاز، تعاقدت أخيراً لشراء كميات من الغاز القطري. وبلغ حجم الصفقة التي تعتبر أول محاولة قطرية لتسويق الغاز في السوق الأميركية نحو 57 ألف طن من الغاز المسيل، ويتوقع تنفيذها الشهر المقبل. وتعتبر الصفقة القطرية صغيرة نسبياً، لكن مسؤول شركة "قطر غاز" فيصل محمد السويدي أكد ثقته بقدرة الشركة على التنافس في السوق الأميركية خصوصاً في ضوء التحسن الملموس في نفقات النقل البحري. ولفت الى مفاوضات تجرى حالياً مع شركة "ديوك انيرجي" وشركتين أخريين للتوصل الى صفقات جديدة. ويطمح منتجو الغاز الكنديون الى رفع حصتهم في سوق الغاز الأميركية الى نحو 17 في المئة فور انجاز مشروع خط الأنابيب الجديد مقابل نحو 14 في المئة العام الماضي، ونحو أربعة في المئة فقط عندما قررت الحكومة الكندية تحرير صناعة النفط والغاز عام 1986، ما يعني ارتفاع صادرات الغاز الكندية بنسبة أربعة أضعاف خلال عشرة أعوام. وأشارت وكالة الطاقة الكندية الى أن صافي صادرات الغاز الكندية الى الولاياتالمتحدة سيبلغ نحو 3.1 تريليونات قدم مكعبة السنة الجارية، وان حجمها سيرتفع الى 3.4 تريليون قدم مكعبة السنة المقبلة ثم الى 3.7 تريليون قدم مكعبة سنة 2000 وأربعة تريليونات قدم مكعبة سنة 2001 بالمقارنة مع نحو 2.9 تريليون قدم مكعبة عام 1997. ويعول المنتجون الكنديون على توقعات تشير الى احتمال ارتفاع معدلات استهلاك الغاز في الولاياتالمتحدة بنسبة 2.1 في المئة على مدى السنوات الأربع المقبلة مقابل تراجع معدلات الانتاج الأميركي خصوصاً في حقول الغاز البحرية في خليج المكسيك. وراوحت تقديرات الاستهلاك للسنة الجارية بين 21 و22 تريليون قدم مكعبة يومياً.