سارت كرة القدم في جنوب افريقيا في خط تصاعدي منذ عادت الى الساحة الدولية عام 1992 وانتهت مقاطعة العالم لها اثر تخليها عن سياسة التمييز العنصري. ذلك ان ابناء الزعيم نيلسون مانديلا، وهو من ابرز انصار المنتخب، احتضنوا اول مسابقة في تاريخهم عام 1996 وهي كأس الامم الافريقية فكان اللقب من نصيبهم ثم فاز بطل الدوري اورلاندو بايرتس ببطولة اندية القارة وحجز المنتخب بطاقته الى نهائيات مونديال فرنسا العام الماضي على حساب الكونغو والكونغو الديمقراطية زائير سابقا وزامبيا الى ان حل في المركز الثاني بعد منتخب مصر في كأس الامم قبل اسابيع عدة في بوركينا فاسو. وعناوين الكرة الجنوب افريقية هي الهجوم من دون اي حساب اي كرة اقرب الى الغريزة. وقد تصيب الغريزة مرة لكن قد تخيب خصوصا امام منتخبات مخضرمة وعريقة، وهذا ما حصل للمنتخب اواخر العام الماضي في بطولة القارات على كأس الملك فهد في الرياض عندما تعادلت جنوب افريقيا وتشيكيا 2-2 ثم خسرت امام الامارات بهدف وامام الاوروغواي 3-4. ولم تمر عروض الرياض مرور الكرام لان النقاد المحليين انتقدوا المدرب الانكليزي كلايف باركر ورأوا ان مستوى المنتخب يراوح مكانه، فرحل المدرب وخلف وراءه سجلاً جيدا ابرز نقاطه الفوز بكأس الامم 1996 والتأهل للمونديال الفرنسي. وتولى المهمة في كأس الامم 1998 في بوركينا فاسو المواطن جومو سونو فكان المركز الثاني نصيب المنتخب، الامر الذي دفع اللاعبين الى المناداة بضرورة الابقاء على سونو مدربا في المونديال. لكن الاتحاد المحلي استعان بالفرنسي فيليب تروسييه الذي كان مدربا لبوركينا فاسو واختار سونو مساعدا، ولم يرض النقاد المحليون عن هذا القرار وقبله اللاعبون على مضض ولو الى حين. دفاع المنتخب عجوزا في الرياض، وعندما جاء سونو ادخل عليه اكثر من تعديل حيث جاء بالحارس المحلي براين بالويي الذي صار اساسيا مكان اندري اريندزه حارس فولهام الانكليزي وبقلب الدفاع اندرو رابوتلا الذي يلعب مع باوك سالونيك اليوناني، وايضا بالمهاجم بينيديكت ماكارثي وهو عضو في فريق اياكس الهولندي ففرض نفسه نجما للدورة وهدافا لها مع المصري المخضرم حسام حسن ولكل منهما 7 أهداف. وفي الوقت ذاته لم يستعن سونو في المسابقة الافريقية بالمخضرمين دكتور كومالو سمي الدكتور لانه دقيق كالجرّاح في تمريراته واريك تينكلر ونيل توفي فضلا عن ارندزي. والمطلوب من تروسييه ان يهذّب اداء المنتخب وان يرسم له طابعا خاصا وطريقة واضحة ومنوعة. وهذا ما وعد به فعلا، ولو لم يملك لاعبوه المهارات اللازمة لما وعد بشيء. اما اذا فرضت الرتابة نفسها في اللعب على غرار ما حصل امام مصر فان اولاد مانديلا سيكونون صيدا سهلا في المونديال الفرنسي. ويقول تروسييه: "قدرات المنتخب ممتازة لكن الاساسيات غائبة، وعلينا ان نبدأ من درجة الصفر لنؤمن العطاء الجماعي المطلوب". لكن يبقى السؤال: هل يملك تروسييه الوقت الكافي لوضع منتخبه على السكة الصحيحة هل لو كان يملك طابعا عسكريا في التدريب على حد ما وصفته الصحف المحلية؟ وهذه الصحف لم يعجبها تصريح ادلى به تروسييه مؤخرا بعد عودته من جولة في تركيا وهولندا وانكلترا والمانيا وايطاليا للوقوف على احوال لاعبيه المحترفين في الخارج، جاء فيه انه غير راض عن حال ماكارثي لانه ليس اساسيا في فريق اياكس وقد لا يشركه في التشكيلة الاولى. وفي المناسبة، قال المدرب ايضا: "لا اجد ما يمنعنا من بلوغ الدور الثاني". وهناك اكثر من ورقة رابحة في المنتخب. ومع الحارس بالويي هناك قلب دفاع بولتون الانكليزي مارك فيش والظهير ديفيد نياتي الذي يلعب في سويسرا وكومالو وموشويو وكذلك فيل ماسينغا مهاجم باري الايطالي وماكارثي. اللاعبون المتوقعون اندريه ارندزي، حارس فولهام الانكليزي، 31 عاماً و27 مباراة دولية. خاض جميع مباريات التصفيات العالمية لكنه غاب عن كأس افريقيا ومعظم مباريات فريقه في الدوري. براين بالويي، حارس كايزر تشيفز، 24 عاماً و8 مباريات، تألق في كأس افريقا الجديدة. هانز فونك، حارس هيرينفين الهولندي، 24 عاماً، لم يلعب اي مباراة دولية، وقد شاهده المدرب تروسييه في جولته الاوروبية واعجب بقدراته. مارك فيش، مدافع بولتون الانكليزي، 24 عاماً و37 مباراة، اقرب اللاعبين الى المستوى العالمي، لعب الكريكيت والغولف قبل ان يبدأ كرة القدم. خاض مباراته الد ولية الاولى عام 1993. بيار عيسى، مدافع مرسيليا الفرنسي، لبناني الاصل ويحمل الجنسيتين الجنوب افريقية لانه ولد في جوهانسبورغ والفرنسية لانه يعيش في فرنسا منذ سن الرابعة. 22 عاماً ومباراة دولية واحدة. ويللم جاكسون، مدافع اورلاندو بايرتس، 26 عاماً و12 مباراة. ثيمبا منغوني، مدافع صنداونز ماميلودي، 24 عاماً و3 مباريات، شارك دوليا للمرة الاولى في مناسبة كأس امم افريقيا 98. سيزوي موتاونغ، مدافع اورلاندو بايرتس، 28 عاماً و49 مباراة، خاض جميع مباريات التصفيات ويجهد لاستعادة موقعه. ديفيد نياتي، مدافع سان غال السويسري، 29 عاماً و35 مباراة، من افضل لاعبي المنتخب. اندرو رابوتلا، مدافع جومو كوزموس، 26 عاماً و7 مباريات، لعب فترة قصيرة مع باوك اليوناني. لوكاس راديبي، مدافع ليدز الانكليزي، 29 عاماً و41 مباراة، قائد المنتخب. مارك ارنولد، لاعب وسط هرتا برلين الالماني، 27 عاماً، لم يخض اي مباراة دولية. كينتون فورتشن، لاعب وسط اتلتيكو مدريد الاسباني، 21 عاماً و6 مباريات. اصغر دولي في البلاد على الاطلاق. ثيوفيلوس كومالو، لاعب وسط كايزر تشيفز، 31 عاماً و43 مباراة، يطلق عليه اسم دكتور، مهاراته ممتازة وشهرته واسعة. هلمان مكاليلي، لاعب وسط قيصري سبور التركي، 28 عاماً و35 مباراة. جون مويتي، لاعب وسط اورلاندو، 30 عاماً و23 مباراة. جون موشويو، لاعب وسط فنربغشة التركي، 32 عاماً و44 مباراة، أحد مفاتيح اللعب في المنتخب. بلغ ثمن انتقاله الى ناديه التركي 4،2 مليون دولار. اريك تينكلر، لاعب وسط بارنسلي الانكليزي، 27 عاماً و30 مباراة. برندان اغوستين، مهاجم لاسك لينتس النمسوي، 26 عاما و26 مباراة. ديلرون باكلي، مهاجم بوخوم الالماني، 20 عاما، لم يلعب دوليا ويسميه مدربه الالماني كلاوس توبمولر "رونالدو الصغير". فيل ماسينغا، مهاجم باري الايطالي، 29 عاماً و41 مباراة، سجل 14 هدفا دوليا وهو رقم محلي واكثر من هدف في مرمى الفرق الكبرى في ايطاليا. بولين ندلانيا، مهاجم بورصة سبور التركي، 28 عاماً و11 مباراة دولية. بينيديكت ماكارثي، مهاجم اياكس الهولندي، 20 عاماً و10 مباريات. ابرز اكتشاف جديد لكرة جنوب افريقيا. البطاقة مساحة جنوب افريقيا 221.1 مليون كلم مربع وعدد سكانها 500.42 مليون نسمة تأسس اتحاد كرة القدم فيها عام 1892 وانضم الى الاتحاد الدولي في 1952 ثم طرد منه في 1976 وعاد اليه في 1992 عدد انديتها 51944 ولاعبيها 880.039.1 مليون ابرز انجازاتها الفوز بكأس الامم الافريقية 1996 تشارك في كأس العالم للمرة الاولى الطريق الى فرنسا فازت على مالاوي بهدف لتينكلر ثم بثلاثة اهداف لبارتليت 2 وفيش وفازت على الكونغو بهدف لماسينغا وخسرت بهدفين وفازت على الكونغو الديمقراطية بهدف لماسينغا ثم بهدفين لواحد وسجل لها كومالو وماسينغا وتعادلت وزامبيا سلبا ثم فازت بثلاثة اهداف لمكاليلي وماسينغا ووليامس