واغادوغو - أ ف ب - يتطلع كل من منتخبي جنوب افريقيا حاملة اللقب ومصر الى تحقيق انجاز مميز عندما يلتقيان في المباراة النهائية لكأس الامم الافريقية الحادية والعشرين في كرة القدم اليوم السبت على ملعب 4 اغسطس في واغادوغو في الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي الرابعة بتوقيت غرينيتش أيضاً. فإذا نجحت جنوب افريقيا في الدفاع عن لقبها ستكون أول دولة تنجح في ذلك منذ ان حققت ذلك غانا عام 1965 في تونس، اما في حال توجت مصر بطلة فإنها ستحرز اللقب للمرة الرابعة بعد أعوام 1957 و1959 و1986 وتعادل بالتالي الرقم القياسي المسجل بأسم غانا 4 مرات. ولم يكن أحد يتوقع بلوغ مصر وجنوب افريقيا المباراة النهائية قبل بدء البطولة لأسباب عدة أهمها ان مصر لم تستعد جيداً نظراً لضيق الوقت، فلم تخض سوى بعض المباريات التجريبية في دورة تايلاند حيث حلت ثانية وراء كوريا الجنوبية، كما أنها غالباً ما حققت نتائج عادية خارج أرضها، في حين تولى تدريب جنوب افريقيا جهاز فني جديد بعد استقالة المدرب السابق كلايف باركر، بقيادة جومو سونو قبل شهر ونصف من انطلاق البطولة فقط. وقد استبعد الاخير عدداً كبيراً من اللاعبين على رأسهم قائد المنتخب السابق المخضرم نيل توفي وصانع ألعابه دكتور كومالو. بيد ان المنتخبين قدما عروضاً جيدة في هذه البطولة التي شهدت الكثير من المفاجآت، ويبدو منطقياً ان يتنافسا على اللقب. وتعتبر نقطة القوة في المنتخب المصري تنظيمه الدفاعي الذي أثبت فعالية كبيرة وخير دليل على ذلك عدم تلقي مرمى الحارس المتألق نادر السيد احد نجوم البطولة سوى هدف واحد. ويملك المنتخب في هاني رمزي وسمير كمونة ومدحت عبدالهادي ثلاثياً صلباً من الصعب اختراقه. ويعتمد المنتخب على ظهيريه السريعين ياسر رضوان ومحمد عمارة اللذين يواكبان معظم الهجمات، في حين يتولى عبدالستار صبري بفنياته العالية تموين المهاجمين حسام حسن وحازم إمام بالكرات البينية الرائعة، ويقوم زميله الآخر في خط الوسط سامي الشيشيني بجهد كبير لتغطية كل شبر من الملعب. ووجد منتخب "الفراعنة" هدافاً من الطراز النادر يجيد اقتناص الفرص هو حسام حسن الذي سجل 7 أهداف في هذه البطولة ويتساوى مع الجنوب افريقي بينيديكت ماكارثي في صدارة ترتيب الهدافين. وكان حسن الذي سيخوض مباراته ال 126 على الصعيد الدولي رقم قياسي مصري سجل الهدف الرقم 100 لمنتخب بلاده في نهائيات الأمم الافريقية عندما هز شباك بوركينا فاسو في الدقيقة ال 70 في الدور نصف النهائي. أما المنتخب الجنوب افريقي فأثبت بأنه من أفضل المنتخبات الافريقية في الوقت الحاضر، وهو الوحيد من المنتخبات الافريقية المتأهلة لمونديال فرنسا الصيف المقبل الذي لم يخرج من الدور ربع النهائي كما فعلت منتخبات المغرب وتونس والكاميرون. واعتبر مدرب المنتخب المصري محمود الجوهري في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان الاستعداد لهذه البطولة لم يكن جيداً لأن الاتحاد "لم يقدم لنا التسهيلات اللازمة ولا الدعم المعنوي كونه يعتبر الدوري المحلي أهم من هذه البطولة". وأضاف "لم نتوقع ان نحقق نتائج جيدة، خصوصاً أن مجموعتنا في الدور الاول كانت صعبة وبلوغنا النهائي يعتبر انجازاً". واعتبر ان وجود ثلاثة لاعبين محترفين فقط في المنتخب "نقطة ضعف"، مشيراً إلى أن "معظم المحليين تنقصهم اللياقة البدنية التي يتحلى بها اللاعبون في البطولات الأوروبية، لأن الدوري المصري ضعيف مقارنة بها". ورأى ان منتخب جنوب افريقيا "سيكون خصماً عنيداً لأن أداءه سريع ويملك لاعبين كباراً في جميع الخطوط ويجيد الارتداد من الهجوم الى الدفاع". واوضح بأنه سيوكل الى احد مدافعيه من دون ان يسميه مراقبة بينيديكت ماكارثي الذي سجل سبعة أهداف في البطولة. ويعتبر مدافع المنتخب المخضرم هاني رمزي الذي سيخوض مباراته الثانية والتسعين انه "إذا قدر لنا الفوز ببطولة كأس الأمم، سيكون ذلك خير تعويض لغيابنا عن مونديال فرنسا". وأضاف رمزي الذي يتوقع أن يعهد اليه مدرب المنتخب مهمة مراقبة ماكارثي "سأنكب على مشاهدة مباريات جنوب افريقيا الأخيرة ليكون لديّ فكرة كاملة عن اداء ماكارثي". واعتبر ان المنتخب الحالي هو الأفضل في السنوات الاخيرة "لأنه مزيج من الخبرة والشباب". وهناك مواجهة من نوع آخر في المباراة النهائية بين مهاجم مصر حسام حسن ونظيره في المنتخب الجنوب افريقي ماكارثي وكلاهما سجل 7 اهداف في البطولة الحالية من أصل 9 سجلها منتخبا بلادهما. ويقول حسن "البطولة كانت تحدياً كبيراً لي، لأنني لم اوفق في البطولات السابقة حيث كنت مبتدئاً عام 1986 وشاركنا بالمنتخب الرديف عام 1990 ولم أشارك في البطولتين الاخيرتين بداعي الاصابة". وأعرب عن أمله في تجربة الاحتراف مرة جديدة في اوروبا بعد فترة قصيرة قضاها مع باوك سالونيك اليوناني وستة أشهر مع نوشاتيل السويسري قبل نحو اربع سنوات "لأني تعلمت الكثير في فترة قصيرة". وأوضح "بالطبع أريد أن أتوج هدافاً للبطولة والمنافسة مثيرة بيني وبين ماكارثي الذي يلعب في ناد كبير هو اياكس امستردام". من جهته، يؤكد جومو سومو مدرب جنوب افريقيا ان فريقه سيخوض المباراة "بأعصاب هادئة، ولن نلجأ الى اعتماد طريقة معينة لمواجهة المنتخب المصري الذي نكن له كل احترام". أما لوكاس راديبي قائد المنتخب فيقول "سأكون فخوراً جداً إذا قدر لي أن أرفع الكأس عالياً". وسيغيب عن المنتخب الجنوب افريقي ظهيره الأيسر ديفيد نياثي الذي نال بطاقته الصفراء الثانية في الدور نصف النهائي ضد جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حين يتوقع عودة فيل ماسينفا وهلمان مكاليلي وبرندان اوغوستين بعد شفائهم من الاصابة. أما المنتخب المصري فيخوض المباراة بصفوف مكتملة. وسيتقاضى لاعبو المنتخب الجنوب افريقي مليون دولار في حال احرازهم اللقب وهو رقم قياسي لم تشهده كأس الأمم الافريقية في السابق. وذكرت مصادر موثوق بها ان رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا ينوي التوجه الى واغادوغو لمشاهدة المباراة النهائية لكن أسبابآ أمنية قد تحول دون ذلك. وكانت جنوب افريقيا أحرزت اللقب في مشاركتها الأولى قبل عامين بتغلبها على منتخب تونس بهدفين نظيفين في المباراة النهائية سجلهما مارك وليامس. وسبق للمنتخبين ان التقيا مرتين ففازت مصر 1-صفر سجله أحمد الكاس في كأس الأمم 96 في جوهانسبورغ، وثأرت جنوب افريقيا بهدفين سجلهما هلمان مكاليلي في دورة دولية نظمتها في العام ذاته. وقد لعبت مصر 60 مباراة في نهائيات كأس الامم منذ انطلاقتها عام 1957 وفازت في 30 وتعادلت في 8 وخسرت 22 سجلت 100 هدف ودخل مرماها 63. أما جنوب افريقيا فلعبت 11 مباراة فازت في 8 وتعادلت في 2 وخسرت واحدة سجلت 20 هدفاً ودخل مرماها 6 أهداف.