رام الله، غزة، واشنطن - أ ف ب، رويترز - دانت السلطة الفلسطينية امس اغتيال محي الدين الشريف خبير المتفجرات في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، فيما جدد الناطق باسم الحركة عبدالعزيز الرنتيسي التهديد بالرد على اسرائيل، معتبراً ان "الثأر قادم لا محالة"، في تأكيد لضلوع الاستخبارات الاسرائيلية في هذه العملية التي صرح ناطق باسم الخارجية الاميركية ان واشنطن لا ترى ما يدعو الى الشك في صحة نفي المسؤولية الاسرائيلية عنها. ففي الاجتماع الاسبوعي الذي عقدته القيادة الفلسطينية اول من امس في مدينة رام الله في الضفة الغربية برئاسة ياسر عرفات، استمعت الى التقارير الأولية التي قدمها مسؤولو الاجهزة الأمنية الفلسطينية عن اغتيال محي الدين الشريف. وأكدت في بيان وزعته "وكالة الانباء الفلسطينية" وفا "استنكارها لهذه الجريمة البشعة التي أودت بحياة محي الدين الشريف وطلبت من الاجهزة الامنية مواصلة التحقيق لكشف ملابسات الجريمة النكراء". وطلبت القيادة الفلسطينية من "قيادة حماس التعاون الصادق مع الاجهزة الأمنية في السلطة لكشف هذه الجريمة التي تستنكرها وتدينها بقوة". لكن الناطق باسم "حماس" ندد، في كلمة القاها امس في الجامعة الاسلامية في غزة خلال مهرجان تأبيني للشريف، بپ"الاعتقالات الاخيرة وبالعشرات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية الآن في الضفة الغربية بعد اغتيال الشريف"، داعياً السلطة الى "الافراج الفوري والسريع عن جميع معتقلي الحركة في السجون الفلسطينية". وهدد الرنتيسي اسرائيل بالرد على مقتل الشريف، فقال: "ان الثأر قادم لا محالة وان سواعد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري للحركة ستحاصر العدو داخل الوطن وخارجه" معتبراً ان "الخوف والتردد يعنيان ضياع الوطن، ضياع حيفا ويافا والقدس، ويعنيان ان نصبح حراساً للمستوطنات التي زرعت على تراب الوطن". وأشار الى "ان كتائب القسام تعلم من القاتل وستلاحقه اياً كان، وفي اي مكان"، مستهجناً الحديث عن السلام. وقال: "بعد هذه الجريمة نسمع حديثاً عن السلام وطريق السلام والسلام المشرف والعادل ... هذا هراء...". ومن جهتها، قالت الولاياتالمتحدة أول من امس ان لا سبب لديها للشك في صحة نفي اسرائيل مسؤوليتها عن مقتل محي الدين الشريف، واستنكرت تهديدات الحركة بالانتقام. وأعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن ان واشنطن ليست لديها معلومات مستقلة عن القضية لكن "لست على علم بأي سبب للشك" في النفي الاسرائيلي. وقال "من الواضح اننا نصدق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو". المعتقلون السياسيون على صعيد آخر، نظم أهالي المعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية أمس اعتصاماً أمام مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة مطالبين بالافراج عن أبنائهم المحتجزين لأسباب سياسية. وأطلق مئات المعتصمين هتافات تطالب بالافراج عن المعتقلين، وتندد باستمرار احتجازهم رغم الوعود المتكررة بالافراج عنهم، كما رفعوا لافتات جاء فيها "الاستمرار في اعتقال الشرفاء ضرب لوحدتنا" و"هل ستحرمون ابناءنا فرحة العيد المقبل". وسلم مندوبون عن المعتصمين رسالة الى رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني تدعو النواب الفلسطينيين الى دعم قضية المعتقلين والعمل على الافراج عنهم. وجاء في الرسالة: "اننا نناشد الجميع، كل من موقعه وحسب مسؤولياته، ان يسعوا جادين لوضع حد لمهزلة الاعتقال السياسي غير المبرر واغلاق هذا الملف السياسي". ووعد ابراهيم ابو النجا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في كلمة وجهها الى المعتصمين "بأن يبذل المجلس قصارى جهده في هذا الموضوع". ودعا السلطة "الى دراسة ملفات هؤلاء المعتقلين واطلاق سراح من لا تثبت ادانته". وتحتجز السلطة الفلسطينية العشرات من ناشطي حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" تتهمهم اجهزة الأمن الفلسطينية بأن لهم علاقة بعمليات "تخل بالأمن الفلسطيني والمصلحة الوطنية العليا".