شهد قطاع عزة في الساعات ال 24 الماضية اجتماعات بين ممثلين عن الفصائل الفلسطينية بهدف تهدئة اجواء التوتر بين السلطة الفلسطينية و"حركة المقاومة الاسلامية" "حماس" بعد حادثة اغتيال أحد قادة "كتائب عزالدين القسام" في رام الله الشهر الماضي. وأفادت مصادر فلسطينية "الحياة" ان اجتماع غزة الذي انعقد مساء اول من امس درس وسائل حل الخلافات بين السلطة و"حماس" بعد اتهام السلطة بعض ناشطي الحركة الاسلامية بالوقوف وراء قتل قيادي "كتائب القسام" محيي الدين الشريف، وهو إتهام نفته "حماس" التي قالت ان المتهمين بقتل الشريف ادلوا باعترافاتهم تحت التعذيب. وشارك في اجتماع الفصائل ممثلون عن حركتي "فتح" و"حماس". ودعا المجتمعون الى وقف حرب التصريحات لانها "لا تخدم تهدئة الاجواء وتثير القلق ولا تخدم إلا المصلحة الاسرائيلية التي ترمي الى زرع بذور الفرقة بين ابناء الشعب الفلسطيني". وناشدوا "حماس" التعاون مع السلطة الفلسطينية في مجريات التحقيق من أجل كشف "الجهات التي تقف وراءه". وطالبوا السلطة الفلسطينية بالافراج الفوري عن المعتقلين والبدء في حوار فوري مباشر بين الاطراف المعنية بعد نزع "فتيل الازمة". وأضافت المصادر الفلسطينية انه تقرر تشكيل وفد يمثل الفصائل الفلسطينية للاتصال بالطرفين للتوصل الى اتفاق على وقف الحرب الكلامية والتراشق بالتصريحات والاتهامات بين السلطة و"حماس". ولم يُعرف اذا كان إفراج السلطة عن القيادي في حركة "الجهاد الاسلامي" الشيخ عبدالله الشامي الذي اعتقل لخمسة أيام، يأتي في إطار سياسة التهدئة بين السلطة والحركات الاسلامية. وأكد الدكتور محمد الهندي، أحد زعماء "الجهاد"، أمس ضرورة التوصل الى "فهم واضح" لكيفية اغتيال الشريف "لتتوضح الحقيقة وتتوقف الحملة الاعلامية المتبادلة التي تجد فيها اسرائيل مبرراً لتوتير الاجواء". ودعا في تصريح الى "الحياة" الى الافراج عن المعتقلين لا سيما القادة السياسيين مثل الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والدكتور ابراهيم المقادمة والشيخ نزار ريان الذين جرى اعتقالهم أخيراً الى جانب الشامي. أما السيد اسماعيل ابو شنب، أحد قياديي "حماس"، فأكد وجود اتصالات غير رسمية بين الاطراف كافة بهدف تهدئة الاوضاع والوصول الى تفاهم، مؤكداً تمسك الحركة بمطلب الافراج عن المعتقلين الذين اوقفوا بسبب تصريحاتهم الاعلامية، مثل الرنتيسي والمقادمة، وعدم مطاردة مؤيدي "حماس" في الضفة الغربية. واشار ابو شنب الى ان "حماس" "حريصة على وحدة الصف الفلسطيني. إلا انها ترفض ان تسير الامور بهذا الشكل". واستدرك ان "من المستحيل ان يقوم افراد من الحركة بتصفية المطلوب الرقم واحد الشريف لجهاز الموساد الاسرائيلي". وتابع ان الادلة المادية التي يشير الى التحقيق في قضية الشريف "لا تقطع باثبات الاتهامات" ضد المعتقلين من "حماس". وشدد على ضرورة الاستفادة من المعلومات التي قالت كتائب القسام انها بحوزتها عن ملابسات اغتيال الشريف، بهدف "توضيح الحقيقة وازالة اللبس والغموض". وأصدرت حركة "فتح" بياناً أمس دعت فيه "حماس" الى "تحمل مسؤوليتها والاعتراف بالحقيقة على رغم مرارتها والتعاون الايجابي في التحقيق مع السلطة واجهزتها الامنية لتطويق ذيول الازمة". ورأت ان الاجراءات التي قامت بها السلطة "قانونية وصحيحة وتأتي ضمن مسؤوليتها لحفظ أمن المواطن وحماية ارواح الشعب".