تصاعدت المواجهة امس بين السلطة الوطنية الفلسطينية و"حماس" على خلفية اغتيال محي الدين الشريف احد المسؤولين العسكريين البارزين في الحركة. وأعلنت عائلة السيد عبدالعزيز الرنتيسي المتحدث باسم "حماس" في غزة ان الشرطة الفلسطينية اعتقلته. وجاء توقيف الرنتيسي بعد اصدار "حماس" بياناً طالبت فيه بعزل مسؤولين فلسطينيين بينهم العقيد جبريل الرجوب مسؤول الأمن الوقائي الذي اتهمته الحركة بقتل الشريف. كذلك طالبت بعزل السيد الطيب عبدالرحيم الأمين العام للسلطة الوطنية الفلسطينية واسماعيل جبر قائد الشرطة. واتهم عبدالرحيم "حماس" بپ"اثارة البلبلة والتضليل المتعمد"، وقال لوكالة "رويترز": "لا نريد ان تتكرر تجربة الافغان في بلادنا". ووسط الأجواء القاتمة المخيمة على عملية السلام في الشرق الأوسط، أعرب الرئيس بيل كلينتون في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن أمله بأن يرى "الشعب الفلسطيني حراً". وأكد كلينتون مجدداً "امتنانه العميق" للجهود التي يبذلها عرفات "لإنقاذ السلام"، معبراً عن أمله بأن "يعيش الفلسطينيون كشعب حر"، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا. وأوضحت "وفا" أن كلينتون، الذي أجرى الاتصال لتهنئة عرفات بعيد الأضحى المبارك، تابع قائلاً: "آمل بأن يتمتع الفلسطينيون بالسلام والازدهار كسائر شعوب المنطقة". وكانت مصادر وزارة الخارجية الأميركية أكدت أول من أمس أن المحادثات التي أجراها المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط دنيس روس في لندن أول من أمس مع اسحق مولخو مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم تؤد إلى ردم الفجوات على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، وأعلنت المصادر نفسها ان روس سيعود إلى المنطقة بعد عيد الفصح اليهودي. راجع ص 3-4 إلى ذلك، حذر الطيب عبدالرحيم، الذي قاد لجنة التحقيق في اغتيال صانع قنابل "حماس" محيي الدين الشريف من ان "استمرار بعض قيادات حركة حماس في إثارة البلبلة والتضليل المتعمد" من خلال تصريحاتهم وبياناتهم سيعرضهم للمساءلة وتنفيذ القانون بحقهم. وقال عبدالرحيم ل "رويترز" أمس إن تصريحات حركة "حماس" تستهدف التشويش على التحقيق الذي تقوم به السلطة الفلسطينية وابعاد الانظار عن صاحب القرار في قيادة "حماس" المسؤول عن التصفيات الداخلية. وأضاف "لا نريد ان تتكرر تجربة الأفغان في بلادنا الذين يقتلون بعضهم البعض". وكررت "كتائب عزالدين القسام"، الجناح العسكري ل "حماس" رفضها أول من أمس الاربعاء ما أعلنته السلطة الفلسطينية الاثنين الماضي من ان الشريف قتل بأيدي أعضاء في حماس. وقالت: "إن هذه الرواية المختلقة التي ترمي إلى النيل من كتائب القسام وتشويه جهادها المشرف لن تؤثر بأي حال من الاحوال في الخطة الانتقامية الشاملة التي وضعتها كتائب القسام للثأر من العدو الصهيوني... فالثأر قادم لا محالة". واضاف عبدالرحيم انه اتضحت معظم التفاصيل حول كيفية اغتيال الشريف من قبل بعض عناصر "القسام" ثم محاولة اخفاء المعالم بتفجير المكان. وأردف ان اعتراف غسان العداس جاء "نتيجة صحوة ضمير وليس نتيجة تعذيب". وقال إن التحقيقات الآن تجرى مع معتقلي "كتائب القسام" حول من هو الرأس الكبير في حركة "حماس" الذي أصدر القرار إلى عماد عوض الله وغسان العداس وأحمد الشيخ قاسم بأن يقوموا بهذا العمل. وحذر عبدالرحيم من أنه "إذا طال التحقيق أي رأس كبير في حماس مهما كان، فلن ينجو من سلطة القانون، وتشنج بعض قادة حماس في تصريحاتهم يشير إلى أنهم يحاولون إبعاد الشبهة عن الذين اتخذوا القرار بتصفية محيي الدين الشريف". وأوضح "ان السلطة الفلسطينية قد عرضت منذ بداية التحقيق على قادة حماس أن يسمعوا بأنفسهم مجريات التحقيق مع المتهمين غير أنهم رفضوا التجاوب ولجأوا إلى اصدار البيانات اعتقادا منهم بأنه بهذا الاسلوب يستطيعون مواصلة تضليل المواطنين". وقالت مصادر أمنية فلسطينية رفيعة إن الأمن الفلسطيني بدأ الاربعاء إعادة التحقيق مرة اخرى في كل حوادث التصفيات المماثلة التي تمت من قبل داخل حركة حماس سواء تلك التي كان لإسرائيل اختراقات وعملاء داخل "حماس" نفذوها أو تلك التي كانت تصفيات داخلية. وأضافت ان هناك الآن محاولة لربط جميع هذه الحوادث بمعرفة من هي الجهة الرئيسية التي تدير التصفيات الداخلية أو التي حمت العناصر المخترقة داخل الحركة طوال الفترة الماضية.