هددت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس أمس بالرد على عملية الاغتيال التي استهدفت أحد قادة جناحها العسكري "كتائب عزالدين القسام" في رام الله يوم الاحد الماضي. واتهمت "حماس" الاستخبارات الاسرائيلية بقتل المهندس محيى الدين الشريف الذي كانت الدولة العبرية تلاحقه منذ أكثر من سنتين بتهمة التخطيط لعمليات انتحارية في اسرائيل. تفاصيل أخرى ص4 وفي وقت لاحق هددت "كتائب عزالدين القسام" بمهاجمة اهداف يهودية في انحاء العالم رداً على مقتل الشريف. وألقت في منشور حصلت عليه "رويترز" مسؤولية قتل الشريف على اسرائيل، وقالت ان مثل هذه الهجمات ستدفعها الى نقل معركتها خارج "الوطن" لضرب المصالح الصهيونية في انحاء العالم. وكانت السلطة الوطنية أكدت صباح أمس مقتل الشريف بالرصاص قبل وضع جثته قرب سيارة مفخخة فجرت في منطقة صناعية مساء الاحد في رام الله. وأفاد بيان رسمي بثته الاذاعة الفلسطينية ان الشريف "قتل اولاً باطلاق النار عليه ثم نقل الى المكان الذي وقع فيه الانفجار". ووصف مقتل الشريف بانه "جريمة تستنكرها السلطة الوطنية وترى فيها مؤشراً خطيراً الى زعزعة الاستقرار والامن الوطني الفلسطينيين". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في السلطة الوطنية دعوته "حماس" الى التعاون مع أجهزة الامن الفلسطينية في التحقيق في اغتيال الشريف وهو من منطقة بي حنينا في القدسالشرقية. وبعد ساعات من اعلان الناطق باسم "حماس" في غزة السيد عبدالعزيز الرنتيسي ان حركته سترد على اغتيال الشريف، أصدرت الحركة بياناً نعت فيه القتيل الذي قالت انه "اقض مضاجع العدو". واتهم البيان الذي تلقت "الحياة" نسخة منه "اجهزة استخبارات" اسرائيل بالوقوف وراء العملية. وأضاف: "اننا إذ نطالب اجهزة السلطة الفلسطينية بالكشف عن نتائج التحقيق في هذه الجريمة التي اودت بحياة بطل من خيرة ابناء الشعب الفلسطيني ... فاننا نطالبها باعلان موقف رسمي واضح تجاه استمرار الجرائم الصهيونية بحق ابناء شعبنا، واتخاذ اجراء عملي واضح رداً على هذه الجريمة النكراء". وتابع "ان السلطة الفلسطينية تتحمل امام شعبنا في كل مكان مسؤولية خاصة تجاه استشهاد البطل محيى الدين الشريف إذ تمت جريمة اغتياله في المناطق الخاضعة لها". ونفى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس ان تكون اسرائيل ضالعة في اغتيال الشريف. وقال في مؤتمر صحافي "ان اسرائيل غير ضالعة بتاتا في هذا الحادث على رغم الاشاعات التي انتشرت بسرعة". واضاف: "لا نعرف ما حدث بالتحديد ولا يمكنني تأكيد هوية الشخص الذي قتل". الا ان بعض الاسرائيليين رويتر لم يخفوا تشفيهم لموت رجل تقول اسرائيل انه العقل المدبر لحملة تفجيرات شنتها "كتائب عزالدين القسام" وهي الجناح العسكري لحركة "حماس". ومن التفجيرات التي تشتبه اسرائيل بأنها تحمل العلامات المميزة لپ"حماس" انفجاران في القدس أسفرا عن مقتل 21 اسرائيلياً في تموز يوليو وايلول سبتمبر من العام الماضي. وقال افرايم سنيه وهو جنرال اسرائيلي متقاعد وعضو في الكنيست عن حزب العمل المعارض انه لا يهم معرفة من قتل الشريف. وأضاف: "لا أعرف هل أردد عبارات التهاني بالعبرية أم بالعربية. لكن من أتى بأجله الشريف يستحق كل الشكر والاستحسان من اسرائيل كلها". وتعتقد اجهزة الأمن الاسرائيلية ان الشريف شغل الفراغ الذي خلفه يحيى عياش خبير المتفجرات الذي قتل في غزة في كانون الثاني يناير 1996 في انفجار هاتف متنقل ملغوم. وتلت مقتل عياش الذي يعتقد على نطاق واسع انه من عمل المخابرات الاسرائيلية موجة هجمات انتحارية ثأرية أسفرت عن مقتل أكثر من 50 اسرائيلياً قبيل انتخابات عام 1996.