دخلت قضية الفساد في بلدية طهران التي شغلت الأوساط السياسية لفترة شهور مرحلة جديدة أمس باعلان توقيف رئيس البلدية غلام حسين كرباستشي بتهمة "الاختلاس". وأكد مصدر في البلدية ل "الحياة" نبأ اعتقال كرباستشي، موضحاً أن الأخير "تلقى استدعاء قبل عيد النوروز، للمثول أمام محكمة طهران كمتهم، وذهب أمس وفوجئ بقرار اعتقاله على رغم أنه كان دفع كفالة" في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بلغت نحو 500 ألف دولار. واللافت ان وزارة الداخلية احتجت أمس على توقيف كرباستشي، في حين شكا الفريق الإيراني للمصارعة الموجود في أوكلاهوما سيتي من أنه شعر ب "اهانة" لأن السلطات الأميركية سجلت بصمات اعضاء الفريق لدى وصولهم إلى مطار شيكاغو. وانتقدت الداخلية الإيرانية عدم تنسيق القضاء معها قبل اعتقال رئيس بلدية طهران. وأشار مسؤول العلاقات العامة في الوزارة جهانبخش خانجاني إلى ان الأمور "تقتضي التنسيق خصوصاً ان عملية التوقيف تمت بواسطة رجال الأمن في المحكمة". وشدد على أن كرباستشي عضو في الحكومة، مشيراً إلى ان "وزارة الداخلية تحتج على توقيفه وستطلع الرأي العام على المستجدات". وقال المسؤول في بلدية طهران ل "الحياة" إن كرباستشي اقتيد إلى السجن المركزي في العاصمة الإيرانية، فيما نقلت وكالة الأنباء الايرانية عن "مصدر موثوق به" في محكمة طهران تأكيده اعتقال كرباستشي بتهمة "الاختلاس". وأوضح المصدر القضائي ان رئيس البلدية استدعي للمثول أمام المحكمة و"مُثل كمتهم واتخذ قرار بتوقيفه بعدما أظهرت التحقيقات التي أجريت معه مرات في السابق انه متورط" بقضية الفساد المالي في بلدية طهران التي تعد من المؤسسات الضخمة في ايران. يذكر أن كرباستشي تولى رئاسة البلدية قبل نحو عشر سنين ودخل معترك السياسة من باب عريض مثير للجدل، وقاد تياراً أزعج المحافظين في الانتخابات البرلمانية قبل سنتين ثم ساهم في الحملة الانتخابية للرئيس سيد محمد خاتمي السنة الماضية، ولعب دوراً في نجاحها وفوزه بالرئاسة، حتى بات كرباستشي أحد أبرز الخصوم السياسيين لليمين المحافظ، ووصف بأنه أحد "ألدّ أعداء" المحافظين. وما يزيد خطورة قضية توقيفه ان تهمة "الاختلاس" التي وجهت اليه تعني أنه ضالع شخصياً في ما ذكر عن اختلاس عشرات الملايين من الدولارات. وكان كرباستشي نفى مرات تورطه بأية قضية تتعلق بفساد مالي أو إداري في البلدية، واتهم القضاء الذي يقال ان المحافظين يحكمون قبضتهم عليه بفتح الملف على "خلفية سياسية" بهدف "تصفية حسابات بعدما مني المحافظون بهزيمة قاسية في الانتخابات الرئاسية". ورفض رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي الانتقادات وشدد على استقلالية القضاء مؤكداً انه لن يخضع لأية "تأثيرات سياسية". يذكر أن مسؤولين في بلدية طهران كانوا أعلنوا انهم تعرضوا ل "الاهانة والتعذيب النفسي والجسدي" أثناء التحقيق معهم. لكن يزدي نفى وجود أية "انتهاكات" وانتقد من "يذرفون دموع التماسيح". على صعيد آخر رويترز أكد أعضاء فريق مصارعة ايراني يشارك في مباريات دولية في الولاياتالمتحدة انهم شعروا ب "اهانة" حين سجلت سلطات الهجرة الأميركية بصماتهم والتقطت صوراً لهم لدى وصولهم الى مطار شيكاغو قبل ثلاثة أيام. وقال أمير خادن مدرب الفريق في حديث هاتفي: "اننا لا نستحق هذه المعاملة، ولم نعامل مثل الفرق الأخرى بل كمجرمين". وتأتي زيارة الفريق للولايات المتحدة بعد مشاركة فريق أميركي للمصارعة في مباريات في ايران في شباط فبراير الماضي. وتابع خادن أن مسؤولي دائرة الهجرة قالوا ان لديهم أوامر بأخذ بصمات أعضاء الفريق الايراني وتصويرهم لكنهم اعتذروا بعد الانتهاء من ذلك.