قالت صحيفة "كيهان" الايرانية امس ان احدى محاكم طهران التي تنظر في ملف "الفساد المالي والاداري" لبلدية طهران وجهت "لائحة اتهام" لعمدة العاصمة غلامعين كرباستشي، وذلك للمرة الاولى منذ تفجر القضية الصيف الماضي. وكان كرباستشي مثل امام المحكمة مرات عدة خلال الاشهر الاخيرة كشاهد في القضايا التي اتهم فيها كبار مساعديه وعدد من رؤساء الدوائر البلدية في طهران، لكنها المرة الاولى التي يعلن فيها عن توجيه اتهام رسمي لكرباستشي في ملف "الفساد". وذكرت الصحيفة ان المحكمة ستعقد جلسة في الرابع من الشهر المقبل في حضور كرباستشي كمتهم وليس كشاهد. ويذكر ان رئيس بلدية طهران يعتبر من الوجوه السياسية البارزة في ايران. وينظر اليه المحافظون على انه من اشد خصومهم السياسيين خصوصاً انه قدم دعماً كبيراً للرئيس سيد محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، وهو يعتبر المحور الرئيسي عملياً في تيار "كوادر بناء ايران" الذي يشارك بفعالية في حكومة خاتمي الجديدة. ويعتبر توجيه لائحة اتهام رسمية لكرباستشي، عشية احتفال الايرانيين بعيد رأس السنة الايرانية الجديدة بحسب التقويم الهجري الشمسي، تحولاً كبيراً في مسار قضية بلدية طهران التي خرجت لدى اوساط سياسية من كونها قضية "فساد" الى قضية "سياسية". وهو ما نفاه بشدة رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي اخيراً. وشدد على ان القضاء "لن يكترث للضغوط" وسيمضي في ملاحقة الملف "بالطرق القانونية ولن يتناولها من زاوية غير قضائية". وذكرت صحف ايرانية اخيراً ان ثمة اتجاهاً الى حرمان كرباستشي من مزاولة أي عمل رسمي واداري في الحكومة والقطاع العام لمدة خمس سنوات، وهو ما يعني القضاء على دوره السياسي كمسؤول في الدولة. ولا ينظر لقضية بلدية طهران على انها مسألة شخصية او تصفية حسابات سياسية مع شخص كرباستشي فقط، بل تتعاطى معها الاوساط السياسية والاعلامية على انها جزء من صراع سياسي بين اطراف الحكم الاساسيين، والذي يتوقع ان يحتد في الشهور المقبلة. شبكة تجسس على صعيد آخر كشف مصدر امني رسمي في ايران امس عن اعتقال "شبكات تجسس عدة" تابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني كانت "تتجسس" لمصلحة تركيا واسرائيل. وقال المسؤول في الاستخبارات الايرانية للاذاعة الايرانية الموجهة للخارج ونقلت كلامه صحف في طهران امس ان الممثل الشخصي لبارزاني ومسؤول مكتب الحزب الديموقراطي في ارومية، كبرى مدن اقليم اذربيجان الغربية المتاخم للحدود مع تركيا، خليل خوشناف كان "يوجه هذه الشبكات وأنشطة التجسس لمصلحة تركيا والكيان الصهيوني ويقودها". وأكد المسؤول الامني الايراني ان خوشناف "فر الى شمال العراق"، لكن صبري درويش احد مستشاري بارزاني "اعتقل". وقالت مصادر مطلعة في طهران ان العناصر التي اوقفت كانت "خاضعة للمراقبة والرصد منذ مدة بعد تسرب معلومات عن قيامها بأنشطة مشبوهة منذ أكثر من عام، وهي لم تكتف بتقديم اخبار مغلوطة عن الأوضاع والسياسات الإيرانية، بل عملت على تخريب العلاقة مع تركيا". وأشارت هذه المصادر إلى أن بين المعلومات "المغلوطة والمشبوهة" التي قدمتها هذه الشبكة "الزعم بوجود قواعد عسكرية لحزب العمال الكردستاني التركي داخل أراضي إيران، وأنها تتلقى دعماً من الجمهورية الإسلامية". كذلك قال المسؤول الأمني الإيراني للاذاعة الموجهة إلى الخارج، إن "جميع الاشخاص الذين اعتقلوا ينتمون إلى جماعة بارزاني واعترفوا بالتجسس لتركيا وإسرائيل وأقروا بأنهم كانوا ينقلون معلومات كاذبة بهدف تخريب العلاقات بين تركيا وإسرائيل". واكدت مصادر في المعارضة العراقية الموجودة في طهران ل "الحياة" ان الاعتقالات التي طاولت المتهمين بالتجسس تمت في شهر رمضان الماضي. وقالت إن التحقيقات شملت مكتب بارزاني في كرج القريبة من طهران، وان صبري درويش كان يتولى مسؤولية المكتب الرئيسي للحزب الديموقراطي في إيران.