لم يبدِ رئيس بلدية طهران غلامحسين كرباستشي اي اشارة توحي بأنه خضع للضغوط والتأثيرات القضائية وسيقدم تنازلات. وهو شدد في أول كلمات قالها بعد اطلاقه في وقت متقدم ليل الأربعاء على نفي "حصول اختلاس" في البلدية، وهي التهمة التي احتجز بسببها 11 يوماً في سجن أوين. وشدد مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي امس على "ضرورة الحفاظ على الوفاق الوطني والتضامن الشعبي"، داعياً الى دعم الحكومة والسلطة القضائية و"عدم تضخيم بعض المشاكل والنواقص الصغيرة". وفي حضور رئيس الجمهورية سيد محمد خاتمي ورئيس مجلس الشورى الاسلامي البرلمان علي اكبر ناطق نوري ورئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي وعدد من المسؤولين ورجال الدين تحدث خامنئي في شكل عام عن التطورات الاخيرة المتعلقة بقضية اعتقال كرباستشي وما نجم عنها من تأزم سياسي كاد يؤدي الى "اضطرابات سياسية واجتماعية". ولوحظ غياب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني عن الاجتماع بعدما أُعلن رسمياً ان اخلاء سبيل عمدة طهران بكفالة تم بناء على رسالة من خاتمي استجابها خامنئي، أي ان قرار اطلاق كرباستشي جاء ثمرة تنسيق بين المرشد وخاتمي، علماً ان كرباستشي محسوب اساساً على رفسنجاني، والمخالفات المالية والقانونية الواردة في قضية "الفساد" في بلدية طهران تعود كلها الى عهد رفسنجاني. ورأى مراقبون ان طريقة اتخاذ قرار اطلاق رئيس البلدية لم تخلُ من دلالة سياسية، اذ اكدت ان صاحبي القرار الرئيسيين في النظام والدولة الآن هما خامنئي وخاتمي. وحرص مرشد الجمهورية على عدم جعل ما آلت اليه قضية اعتقال كرباستشي انتصاراً لسلطة على سلطة في الدولة، اذ اكد "ضرورة دعم كل من يخدم النظام الاسلامي، بما في ذلك الحكومة والقضاء والمجلس" البرلمان. وزاد: "الجميع مسؤول عن دعم الحكومة التي تتحمل مسؤولية كبرى في ادارة البلاد، كما يجب دعم السلطة القضائية المخولة تحقيق ميزان العدل". وناشد الجميع "ان يتعاونوا ويتعاملوا بمحبة وود"، وحض على "الابتعاد عن تضخيم بعض المشاكل والنواقص الصغيرة خصوصاً اننا لا نزال في أول الطريق ويجب ان نبني هذا البلد ونفسح في المجال امام المواهب كي نقدم هذه الحضارة الاسلامية العظيمة الى كل العالم". وذكّر خامنئي بپ"مؤامرات الأعداء السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية"، مكرراً دعوته إلى "الوفاق الوطني والتضامن الشعبي". واعلن رسمياً بعد اطلاق كرباستشي ان خامنئي قرر الافراج عنه استجابة لطلب من خاتمي الذي شدد في رسالته إلى مرشد الجمهورية على أن التحقيق القضائي في قضية "الفساد" المالي والإداري في بلدية طهران وتوقيف كرباستشي "تسببا في توتير المناخ العام في المجتمع وفي إيجاد مشاكل لإدارة البلاد". وحذر من أن هذه القضية قد تؤدي إلى "اضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية"، مؤكداً أنه "واثق بأن استمرار الوضع الحالي لن يكون في مصلحة البلاد". ودعا إلى اطلاق كرباستشي مع استمرار التحقيق "في جو أكثر هدوءاً وفي نطاق القانون". وفور اطلاقه توجه عمدة العاصمة إلى منزله شمال طهران، واستقبل بحفاوة من قبل مؤيديه وبعض المسؤولين. ورفعت شعارات مثل "كرباستشي بطل". وتحدث رئيس البلدية أمام الحاضرين، مؤكداً أن موقفه من ملف البلدية "لم يتغير وكلامي الآن هو ذاته الذي كنت أردده قبل اعتقالي، ولم يحدث أي تحول في آرائي". وزاد: "من الممكن أن تكون حصلت اخطاء في طريقة صرف الأموال، ولكن لم يحصل أي اختلاس". وأشار إلى التحقيقات التي أجريت معه اثناء اعتقاله، مؤكداً أنها لم تتضمن جديداً يختلف عن التحقيقات السابقة، معرباً عن أمله بأن "تحل المشاكل بحكمة وحسن تدبير". واشنطن و"تنشيط" الحوار في واشنطن رويترز، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن عزم إدارة الرئيس بيل كلينتون زيادة التمويل لمحطات اذاعية موجهة إلى إيران يستهدف "اثراء" الحوار السياسي في هذا البلد لا الإضرار بنظامه. وكانت الإدارة وافقت على مشروع معدل لإنشاء اذاعة موجهة إلى إيران، وسيخصص مبلغ مليون دولار لتوسيع برامج اذاعة "صوت أميركا" التي تبث بالفارسية. وقال جيمس روبن الناطق باسم الوزارة للصحافيين ليل الأربعاء: "تلك الاذاعات ستثري جدلاً سياسياً نشطاً في إيران، وهدفها ليس بث دعاية مناهضة للحكومة الإيرانية، بل تأمين تغطية موسعة وواقعية للقضايا السياسية والاجتماعية وقضايا السياسة الخارجية التي تؤثر في إيران. ويجب ألا يسيء أحد تفسير الأمر باعتباره محاولة للإضرار بالحكومة الإيرانية أو إضعاف موقفنا الايجابي من التطورات الجارية في إيران". وذكر أن الخارجية الأميركية تفضل توسيع البرامج التي تبث بالفارسية في اذاعة "صوت أميركا" بدل انشاء اذاعة "بديلة" يديرها مجلس محافظي الاذاعة وهو هيئة مستقلة.