طهران - أ ف ب - اطلقت وزارة الداخلية الايرانية امس حملة دعم لرئيس بلدية طهران غلام حسين كرباستشي المعتقل منذ عشرة أيام في احد سجون العاصمة بتهمة الفساد. وأعدت الوزارة على عجل المسرح الدائري الكبير التابع لها لاقامة معرض لما انجزته بلدية طهران خلال السنوات العشر التي كانت فيها تحت ادارة كرباستشي الذي اغرق اعتقاله البلاد في ازمة سياسية حادة. وزينت القاعة بصورة رئيس البلدية وأعلام ايرانية وصور للزعماء الايرانيين. ومن بين المعروضات صور وخرائط ووثائق وتقارير مرقمة تشهد على "نجاح" كرباستشي في ادارة بلدية المدينة المترامية الاطراف حيث يعيش اكثر من عشرة ملايين نسمة. ووضعت على مدخل الوزارة ملصقات ولافتات تندد باعتقال كرباستشي. وكتب على احدها "اعتقال كرباستشي لا يخدم مصلحة البلاد". وشارك العديد من الشخصيات البارزة القريبة من الحكومة "بينهم فائزة رفسنجاني ابنة الرئيس السابق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني في افتتاح المعرض مساء الاثنين. ويقول منظمو المعرض ان شخصيات سياسية وفنية وثقافية اخرى ستلقي اعتباراً من بعد ظهر امس كلمات للتعبير عن التأييد والتضامن مع رئيس بلدية طهران. وبالنسبة الى كرباستشي الذي أشرف على بناء بيوت قليلة التكاليف وطرق سريعة واسعة وحدائق ومنشآت رياضية ومراكز ثقافية ومتاجر، من الطبيعي ان تصبح عملية اعتقاله والظروف المحيطة بها قضية عامة. ويصف أنصار كرباستشي الرجل بأنه بطل قومي وليس مجرماً، وان هناك دوافع سياسية وراء اعتقاله، وهو اتهام تنفيه الهيئة القضائية. ويقول مسؤول في بلدية طهران طلب عدم ذكر اسمه: "لا أحد يصدق ان له أي صلة بالاختلاس. في رأينا انه ليس في السجن، لكن في اجازة". ويرى بعض المحللين ان كرباستشي ضحية صراع بين محافظين في المؤسسة الدينية والرئيس المصلح المعتدل سيد محمد خاتمي. ويشارك خاتمي ومرشد الثورة آية الله علي خامنئي ورئيس مجلس الشورى البرلمان علي أكبر ناطق نوري ورئيس الهيئة القضائية آية الله محمد يزدي والرئيس السابق رفسنجاني الذي عين كرباستشي في منصبه في 1989، في جهود نزع فتيل أزمة تهدد بالانفجار. ولعب كرباستشي دوراً أساسياً في تشكيل ائتلاف يؤيد خاتمي في انتخابات الرئاسة في آيار مايو على اساس التعهد باحترام حكم القانون واضفاء لمسة انسانية على وجه الثورة. وقال ديبلوماسي غربي: "يمتلك الجانبان مدفعية قوية. يتمتع خاتمي بتأييد 20 مليون ناخب، لكن المحافظين لا يزالون يهيمنون على البرلمان وجهاز أمن الدولة مما يحد قدرة الرئيس على المناورة. ولذلك عجز خاتمي عن تحقيق العديد من آمال الذين منحوه أصواتهم". ويتوقع ديبلوماسيون في طهران تسوية المشكلة بصيغة وسطية بالافراج عن كرباستشي بكفالة انتظاراً لمحاكمته. وقال أحد هؤلاء: "الموقف متوتر، لكنني اعتقد انه سيهدأ بمجرد اتفاق السلطات على اجراءات المحاكمة. حاول المعتدلون اثارة الذعر بأن المحافظين في صدد القيام بانقلاب. لكن الجيش ليست له تقاليد سياسية هنا. نحن لسنا في اميركا الجنوبية".