1- سحر الموسيقى مدّ المايسترو ذراعه الأنيقة إلى اقصى استطالتها فذاب الجميع من صوت الموسيقى ثم قرروا بعد ساعات عدم الانخلاع عن النشوة الكبرى، التي كانت قد أسكرت أيضاً الحيوانات والأشجار والمياه على اتساعها .......... .......... صوت الموسيقى غيّر ألوان الأشياء والعناصر فصارت لا تعرف البهوت... أو البوار وحده الانتشاء بالموسيقى يراكم غيوماً لا ترى من فرط نقاوتها وحده يؤجل فعل الموت في الكائنات الحية على اختلافها. 2- همس زاحف تناديني الانحاء اللامعة لرحيلها فأميل إليها ثم أعدو كمجنون تلمع أمامه... وكذلك فوقه سحابات صراخه ذهبية تتعطر بالشهوة ولون التوت ......... .......... هوى الشاعر على الأرض الآن متشمماً لوحده كثافة همسه الزاحف. 3- حضور شيء ما يخطني على فراغاته من دون أن أدري فأستحيل زخارف مصقولة تتجه مباشرة إلى عيون الفنانين الغائبين .......... ........... يا لأحفورات تلك الأصابع الوهمية يا لبهجة البصر الذهبي من دون عيون يتطلع إلى حالاته. 4- تبعية أتبعها أينما تختفي قصيدتي حتى تصير انشاداً متحرراً من الانشاد أنا شاعر وأخاف دوماً من حقيقة الشعر أتبعها أينما تختفي لاختفي معها وأظهر من جديد في ذاكرة من يتخير قصائدي بالمصادفة 5- نهايات في الإمارات أحلم أن أكون: نهايات الصحراء في البحر ونهايات البحر في الصحراء. 6- الكذّاب حينما اضطر إلى الكذب ترتجف الأرض بي وتندلق بحارها عليّ لكن الذي يريد مني أن أكون صادقاً هو ولا شك كذّاب كبير الكذاب يحتاج أكثر من الصادق إلى معرفة ما يرفض أن يكون عليه إلا في سره. 7- حراسة يمارس الشاعر حراسة الحريق ليبقى مستعراً فيه وكذلك في العالم الذي يصعب كنسه وازالته بغير النار النار التي تبقى دوماً أنيقة، عالية وكاسحة بإبداعها المذهل. 8- سؤال قالوا لي أنت شاعر... فهل بامكانك أن تعرّف لنا الموت قلت: الموت رقيب يوحد بين الكلمة والصمت قالوا: لكأنك تعظ بوثنية جديدة أجبت: لا بد أنكم تعرفون الموت أكثر مني فهل من مخرج لي أتدبره بوساطتكم؟ 9- تلك المرأة كان سواء عليه ان يرمي نفسه في النار أو في المحيطات المرعبة وذلك بعدما استثقلت ظله تلك المرأة التي راهن عليها بشعره وحياته ولب كينونته بعدها... لم يفعل شيئاً سوى التفكير بالغياب ثم التبلد والخمود لأن تلك المرأة من شأنها أن توقظ فيه الحواس الخامدة لتعاود وبشراسة سيرتها الكارهة له. 10- أنوار الزوال لم ينم كعادته إذ كان يتريثها تلك المياه التي ترششت على أغصان الصباح وعندما أتمت أدوارها ببراعة وجففتها شمس الظهيرة عاد هو إلى أنوار زوالها فيه. 11- استفهامات ماذا يريد مني رمان القرى عندما ينفلق؟ ماذا يريد مني الماعز الجبلي عندما يجفل؟ ماذا تريد مني أمي عندما تموت؟ ماذا يريد مني العجوز البنغالي عندما يغني؟ ماذا تريد مني حالاتي المتناوبة عندما أصغي إليها؟ ماذا يريد مني الذي لا يريد شيئاً ويقتفيني؟ ماذا يريد مني العالم أنا المشبع بالشعر قياماً وقعوداً؟ .......... ........... شجر جوز أبيض أنا فلينهبني الجميع قبل أن أتحول إلى مسحوق أسود. ترجمة : أحمد فرحات