توصلت الأطراف الافغانية المشاركة في محادثات اسلام اباد برعاية منظمتي الاممالمتحدة والمؤتمر الاسلامي الى اتفاق عام في شأن تشكيل لجنة العلماء المخولة فض النزاعات بينها. وقال ممثل منظمة المؤتمر الاسلامي السفير ابراهيم البكر للصحافيين امس الأربعاء انه "بعد مشاورات ومحادثات مكثفة تم التوصل الى اتفاق يقضي بأن يقدم كل طرف اسماء لجنة علمائه ولا يحق للطرف الآخر الاعتراض على اسماء اللجنة وسيتم ذلك حسب الشريعة الاسلامية". وأعلن مندوب الأممالمتحدة جيمس ناغومي أن لجنة العلماء ستضم 40 مندوباً، 20 عن كل طرف، وعلى كل عضو أن يحضر تعهداً من حزبه بتطبيق ما يتم التوصل إليه. وقال إن وقف النار وتبادل الأسرى سيبدأ لدى تشكيل اللجنة، وأن "طالبان" تعهدت برفع الحصار عن مناطق الشيعة وسط البلاد اعتباراً من اليوم الخميس. وفي الوقت الذي تفاوتت آراء الاطراف المشاركة في المحادثات في شأن مواصفات "العالم"، توقع مراقبون ان يستمر الجدل حول تشكيل اللجنة. وأبلغ عطاء الرحمن مندوب الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني "الحياة" ان مواصفات العالم "تنطبق على المثقفين من الخبراء في شؤون السياسة والاقتصاد والاجتماع، لأن الأزمة الافغانية ليست دينية". غير ان أحد مندوبي "طالبان" وهو عبدالمنان نيازي قال لپ"الحياة" ان "المشكلة دينية مذهبية ولا بد ان يكون الحل على أيدي العلماء حسب الشريعة الاسلامية. أما خبراء الاقتصاد والسياسة فربما يكون لهم دور في فترة لاحقة". وجاء التقدم في المحادثات التي دخلت يومها الرابع امس بعد تدخل السفير الاميركي في اسلام اباد توماس سيمون الذي التقى الاطراف الافغانية وأمضى معها حوالى النصف ساعة. وقالت مصادر قريبة من المحادثات لپ"الحياة" ان المبعوث الاميركي مارس بعض الضغوطات عل الأطراف المشاركة لإحراز تقدم، وذلك تجنباً لفشل الوساطة التي رعاها المبعوث الاميركي لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون لدى زيارته لأفغانستان أخيراً، واقنع خلالها الطرفين المتحاربين بإجراء المحادثات. وخلال المفاوضات، دخل ديبلوماسيون يابانيون الى القاعة وبعد خروجهم، أبلغوا الصحافيين ان رسالتهم للمتفاوضين كانت "الحض على ضرورة مواصلة المحادثات وتجديد الدعوة اليابانية الى الأطراف الافغانية لإجراء المحادثات المقبلة في اليابان". وسبقت ذلك ضغوط متزايدة مارستها الحكومة الباكستانية على حليفتها "طالبان". وأفيد ان مساعد وزير الخارجية الباكستاني افتخار مرشد التقى الأطراف الافغانية وحضّ الحركة على تليين مواقفها. وترافق ذلك مع إقدام الأمن الباكستاني على ضرب أنصار لپ"طالبان" حاولوا اعتراض تظاهرة نسائية أفغانية نظمتها حركة "السيدات الثوريات" في بيشاور واحرقت فيها النساء المتحررات "دمى" لقادة "طالبان". واعتقلت قوات الأمن 13 من عناصر "طالبان". وعلمت "الحياة" ان السلطات الباكستانية أغلقت أخيراً مكتباً ل "طالبان" في جنزال الباكستانية المحاذية للمناطق الافغانية الخاضعة لسيطرة القائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود، وذلك بهدف الاستقرار في تلك المناطق. ووصف المراقبون الخطوة الباكستانية بأنها ترمي الى الضغط على "طالبان" وتحسين العلاقة مع التحالف المعارض. وقالت مصادر افغانية مطلعة ل "الحياة" ان تفاصيل لجنة العلماء لم يتفق عليها بعد، ما يعني ان الخطر ما يزال يهدد المحادثات. وأوضحت المصادر انه "لم يتفق بعد على دور كل طرف في هذه اللجنة وهل سيكون التمثيل متساوياً بين الاطراف وكيف سيتم اعتماد القرارات، بالاجماع أم بالغالبية". ويكاد المراقبون يجزمون باستحالة تشكيل حكومة تضم ملا محمد عمر، وقادة معارضين له.