استخدم أطباء جامعة كاليفورنيا بمدينة ايرفاين أداة تشخيصية جديدة توفر نظرة دقيقة الى ما يجري داخل مرضى السرطان من دون ألم ومن دون تكاليف جراحة استكشافية، وذلك باستخدام المنظار الداخلي والموجات الصوتية التي تقود ابرة شفاطة دقيقة، تعرف بالطريقة غير الجراحية لتشخيص سرطان المعدة والرئة والمريء والبنكرياس والكبد في مراحله الأولى وبتفاصيل أكثر دقة لم تكن ممكنة من قبل. طوّر هذه الطريقة الجديدة الدكتور كينيث جي شانغ، رئيس مبحث علم الأورام المعدية بجامعة كاليفورنيا. وتجمع هذه الطريقة بين تقنيتين معقدتين هما الموجات الصوتية والمنظار الداخلي، للوصول الى داخل أجزاء الجسم التي لم يكن من الممكن تصويرها بصورة دقيقة بالأدوات التشخيصية الأخرى كالأشعة المقطعية. والمنظار الداخلي عبارة عن انبوب مرن مضاء يمرر من خلال فتحة في الجهاز المعدي كالفم، للنظر الى داخل تعاريج الأعضاء الهضمية كالمعدة والأمعاء الدقيقة والقولون. واستخدام الموجات الصوتية بموجات عالية التردد يمكّن من النظر الى بنيات الجسد الداخلية. ولا يوفر الجمع بين هاتين التقنيتين للمريض السلامة والبديل الزهيد لتكاليف الجراحة الاستكشافية فحسب، بل يوفر ايضاً للأطباء تشخيصاً دقيقاً لمرحلة السرطان ويساعد في تخطيط العلاج المناسب. كما يستخدم المنظار الداخلي والموجات الصوتية التي تقود ابرة الشفاطة لفحص الأنسجة الدقيقة، وذلك بتوجيه الابرة الرفيعة الطويلة الى المنظار الداخلي وقيادتها بواسطة الموجات الصوتية الى داخل السرطان او العقد اللنفاوية، وأخذ عينة من الخلايا وفحصها لتحديد ما إذا كانت هناك خلايا سرطانية او أي شيء غير عادي. وعلى ضوء هذه المعلومات يمكن للأطباء ان يقرروا إذا كان الورم حميداً أم خبيثاً والطريقة المثلى للتعامل مع الحالة التي أمامهم، الجراحة ام الاشعاع. ويقول الدكتور شانغ: "عندها يمكننا اخطار المرضى عن مدى تقدم السرطان، ومساعدتهم في اتخاذ بعض القرارات الصحية المهمة". ويضيف: "ان معرفة التشخيص تساعد في تخفيف قلق المرضى". أسس الدكتور شانغ برنامج المنظار الداخلي والموجات الصوتية بجامعة كاليفورنيا في تموز يوليو 1993، ودرّب منذ ذلك الوقت كثيراً من الأطباء على استخدام المنظار الداخلي والموجات الصوتية التي تقود ابرة الشفاطة. ويستغرق هذا الاجراء ساعتين وبتكلفة قدرها 2000 دولار فقط بالمقارنة مع 20 ألف دولار لاجراء جراحة استكشافية واقامة أيام عدة في المستشفى، كما كان يحدث في الطريقة التقليدية سابقاً. كما ان تقنية المنظار الداخلي والموجات الصوتية هي أحد الاجراءات الفنية العديدة التي يتم تطبيقها في مركز ايرفاين الطبي بجامعة كاليفورنيا وفي مركز شاو العائلي للعناية المكثفة للسرطان Chao Family Comprehensive Cancer Center. ويعتبر هذا المركز معهداً قومياً للسرطان، ومخصصاً كمركز للعناية المكثفة، يقدم للمرضى أكثر الطرق العلاجية المتواجدة حداثة. ومنح المركز القومي للسرطان أخيراً مركز ايرفاين الطبي بجامعة كاليفورنيا درجة الامتياز في البحث الأساسي وفي العلوم التحليلية، وفي الوقاية من السرطان والتحكم فيه. ويستخدم الباحثون التحليليون في المركز فرقاً لتقديم علاج لأكثر من مئة حالة سرطان، تشمل سرطان الثدي والمعدة والرحم والدم والرأس والرقبة والكبد والرئة والسرطان العصبي المنشأ وسرطان العظام والجلد والجهاز البولي. وتشمل الطرق المتقدمة للعلاج الجراحة والعلاج بالاشعاع والعلاج الكيماوي القائم على الهورمونات والمداواة بالتّمنيع وزراعة نخاع العظام. ويقدم المركز كذلك مجموعة شاملة من خدمات العناية بالحالات المزمنة والعامة، تشمل مركزاً للعناية المكثفة لعلاج الحالات العصبية والنفسية، ومركزاً اقليمياً للحروق، ووحدة خاصة للعناية بالأطفال تتكون من 30 سريراً، ومركزاً للتجميل، ومركزاً لعلاج الضعف الجنسي وزراعة الكبد والكلى. كما يشمل مركزاً للعلاج بالليزر. وتعتبر وحدة علاج أورام النساء أشهر وحدة في الولاياتالمتحدة الأميركية.