حافظت اسعار النفط على مستوياتها الضعيفة وبقي سعر مزيج برنت في مستوى 13.95 دولار. ولم تتأثر الاسعار باشارات اطلقها وزراء النفط في كل من الامارات وقطر والكويت تحدثوا فيها عن امكانات اجراء خفض جديد في الانتاج قد يقره المؤتمر المقبل لوزراء نفط الدول الاعضاء في "اوبك" الذي سينعقد في فيينا في حزيران يونيو المقبل. وقال الأمين العام للمنظمة ريلوانو لقمان في حديث الى "الحياة": إذا بقيت أسعار النفط على ما هي عليه بمستويات تراوح بين 13 و 14 دولارا وإذا رأى أعضاء المنظمة أنهم غير مرتاحين لهذه المستويات، فانهم قد يقررون في اجتماعهم المقبل اعادة النظر بالقرار الأخير الذي اتخذ في المؤتمر الاستثنائي للمنظمة الذي عُقد في نهاية آذار مارس الماضي وأدى الى قرار خفض المنظمة 1.245 مليون برميل يومياً من انتاج الدول العشر فيها باستثناء العراق". وشدد لقمان على ان القرار الذي سيتم اتخاذه في فيينا مرهون بارقام انتاج الدول الاعضاء في نيسان ابريل. وتحدث لقمان الى "الحياة" على هامش الندوة التي نظمها في لندن مركز دراسات الطاقة العالمية عن الاستثمارات في النفط والغاز في آسيا في ضوء الأزمة المالية التي يشهدها عدد من الدول الآسيوية، وافتتحها أمس رئيس المركز وزير النفط السعودي السابق أحمد زكي يماني. ورأى لقمان ان أسعار النفط لم تنخفض منذ القرار الأخير للمنظمة في آذار الماضي، موضحاً أن سعر البرميل راوح قبل القرار بين 11 و12 دولاراً، وبعد المؤتمر راوح سعر برميل برنت بين 13 و14 دولاراً، وراوح متوسط سعر سلة نفوط "اوبك" بين 12 و13 دولاراً، ما يعني أن الفرق بين أدنى مستوى للسعر والسعر الحالي دولاران". وأضاف انه "في حال لم يتحسن السعر بالسرعة التي نتوقعها سنعيد النظر آنذاك في اتفاق اوبك الأخير". وأكد لقمان "يتعين علينا ان نفسح المجال امام قرار خفض الانتاج الذي اتخذ في آذار كي تظهر فاعليته، وهذا يتطلب بين شهرين ثلاثة اشهر". وقال "في نهاية نيسان الجاري وعندما تتلقى المنظمة ارقام انتاج الدول الأعضاء، سيكون بامكان المنظمة التأكد من التزام كل الاعضاء في أوبك والدول خارجها بقرار خفض الانتاج". واضاف: "في حال لم يتحسن السعر بالسرعة التي يتوقعها أعضاء أوبك وإذا رأى اعضاء المنظمة ان سعر النفط بقي عند مستويات تراوح بين 13 14 دولاراً للبرميل وان هذا مستوى منخفض، يمكنهم آنذاك مراجعة قرارهم. وإذا تحسن السعر الى مستويات 16 أو 17 دولاراً، قد ينظرون في تطور الأوضاع ويقررون على ضوء ذلك. لكني اعتقد أنه في حال وصل سعر البرميل الى مستويات بين 15 و16 دولاراً فإن اعضاء المنظمة لن يصابوا بالذعر". وأضاف لقمان أن "اوبك" مرتاحة لقرار عدد من الدول من خارج المنظمة التعاون في خفض انتاجها مشيراً الى أن روسيا أبلغت أنها ستخفض صادراتها ستخفض بين 30 ألفاً و40 ألف برميل من المشتقات النفطية. وتوقع الأمين العام ان يبلغ انخفاض الطلب على النفط نحو 300 ألف برميل يومياً نتيجة الأزمة المالية في آسيا. لكنه قال "ان لذلك تأثيرا نفسيا خصوصاً ان هناك تساؤلات في شأن عوامل مجهولة عدة منها ما إذا كان الوضع الاقتصادي في الدول الآسيوية سيبقى على ما هو عليه أو اما إذا كانت آسيا ستخرج من الأزمة ليعاود الطلب التحسن، أو هل ان الوضع الاقتصادي في الدول الآسيوية سيشهد تدهوراً وهذا ما لا يمكن لأحد ان يتوقعه". وتوقع لقمان أيضاً ان يؤثر سعر النفط المنخفض على الاستثمارات المخصصة لتطوير القدرة الانتاجية في دول خارج "اوبك" لأن كلفة التطوير في هذه الدول أكثر ارتفاعاً منها في دول "اوبك". وتوقع يماني ان تبقى أسعار النفط عند مستوى 13 دولاراً لسلة نفوط "اوبك" لمدة خمس سنوات نتيجة ضعف الطلب على النفط، والفائض في المعروض النفطي مع الاستثمارات الضخمة التي قامت بها فنزويلا لزيادة قدرتها الانتاجية الى 5 ملايين برميل يومياً سنة 2005 و6 ملايين برميل يومياً سنة 2010 من أصل قدرة انتاجية حالية تبلغ 3.5 مليون برميل يومياً. وأشار يماني أيضاً الى الامكانات الانتاجية الضخمة للعراق التي قد تبلغ 5.5 مليون برميل يومياً سنة 2005 و6.5 مليون برميل يومياً سنة 2010 خصوصاً أن عودته الكاملة الى السوق النفطية تبدو شبه مؤكدة. وتوقع يماني انخفاضاً في أسعار النفط الصيف المقبل في حال فشلت "اوبك" الالتزام بقرارها الذي اتخذته في فيينا أخيراً. وقال مارك مودي ستيوارت عضو مجلس إدارة مجموعة "شل" ان استهلاك النفط في آسيا في الأمد الطويل سيبلغ أكثر من ضعف المستوى الحالي وسيزيد استهلاك الغاز أربعة أضعاف. وحضر الندوة التي تختتم أعمالها مساء اليوم بجلسة حول أسعار النفط، وزيرا النفط القطري عبدالله العطيه والجزائري يوسف اليوسفي، اضافة الى لقمان ويماني وعدد كبير من مسؤولي النفط في الشركات الدولية الكبرى ومدير معهد الطاقة في أوكسفورد روبير مابرو.