موسكو - اف ب، رويترز - اعلن زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف، أمس الاحد، ان الشيوعيين الروس الذين يشكلون الغالبية في مجلس النواب الدوما لن يدعموا ترشيح الليبرالي الشاب سيرغي كيريينكو لمنصب رئيس الوزراء الذي سيناقشه النواب على الارجح الجمعة المقبل. وكان الرئيس الروسي بوريس يلتسن كلّف الجمعة الماضي، سيرغي كيريينكو 35 عاما تشكيل حكومة جديدة، وهدد بحل الدوما اذا تجرأ النواب على رفض ترشيحه. وكان يلتسن عين الاثنين الماضي كيريينكو رئيساً للوزراء بالوكالة بعدما اقال حكومة فيكتور تشيرنوميردين. ونقلت وكالة انترفاكس عن زيوغانوف، أمس، قوله في هذا الخصوص "يجب عدم ابتزاز الدوما بتهديده بالحل". واضاف: "لا يمكننا الموافقة على ترشيح أي كان في منصب ثاني مسؤول في الدولة". وأشار الزعيم الشيوعي الى مشاكل يلتسن الصحية ما قد يعني "ان تعهد الحقيبة النووية الى رئيس الوزراء". واعتبر ان كيريينكو "ليست لديه خبرة كافية" وان تعيينه لرئاسة الحكومة تصرف "غير مسؤول" جانب الرئيس الروسي. ويلزم الدستور الروسي الرئيس بعرض اختياره لمنصب رئيس الوزراء على الدوما للموافقة عليه. وفي حال رفض مجلس النواب ثلاث مرات يمكن الرئيس ان يحله. يشار الى ان كيريينكو الذي كان مغموراً حتى الاثنين لا يتمتع إلا بسنة واحدة من الخبرة في مجال العمل الحكومي في وزارة الطاقة. ومن المتوقع ان يطرح ترشيحه على الدوما الجمعة، وهي المهلة التي يعطيها الدستور، الذي يمهل ايضاً مجلس النواب اسبوعاً للنظر في الترشيح بعد تقديمه من جانب الرئيس. وعلى رغم ان التكتل اليساري في الدوما الذي يضم الشيوعيين وانصارهم هو الأكبر فهو لا يستطيع وحده التوصل الى الاكثرية المطلقة 226 صوتاً من اصل 450 الضرورية لعرقلة ترشيح رئيس الوزراء. ولم يعلن القوميون برئاسة فلاديمير جيرينوفسكي موقفهم بعد في شأن هذا التصويت. اما غريغوري يافلينسكي زعيم المعارضة الاصلاحية الليبرالية فقال انه "طالما ان كيريينكو لم يقدم أي برنامج بعد فليست لدينا ركيزة لدعم ترشيحه". الترشيح للرئاسة وكان رئيس الوزراء السابق تشيرنوميردين اعلن أول من أمس انه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية التي تجري في روسيا في العام 2000. وفيما أكد انه يحظى بدعم الرئيس يلتسن تدور في موسكو التكهنات حول ما اذا كان الرئيس الروسي سيترشح للمنصب بعد انتهاء ولايته الثانية، وهو ما يتطلب موافقة المحكمة الدستورية. ورأت ليليا شفتسوفا الباحثة في مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي ان خطوة يلتسن، عندما اقال حكومة تشيرنوميردين، لا تصدر إلا من شخص لا يعفو عن منافسيه ولا يعتزم التخلي عن السلطة على رغم ما يردده من أنه يسعى الى وريث سياسي. وأضافت ان خطوة يلتسن كانت بمثابة رسالة الى الجميع مفادها "سأبقى مكاني وسأشارك في السباق" الى الرئاسة في نهاية القرن. أما فيكتور شينيس عضو حزب يابلوكو الليبرالي في مجلس النواب الدوما فلم يستبعد ان يسمح يلتسن لرئيس الوزراء السابق بالاعلان عن ترشيحه كتحرك موقت، وربما كان هناك اتفاق بين الاثنين على تنازل تشيرنوميردين لاحقاً لمصلحة يلتسن اذا قرر الترشيح وسمحت له المحكمة الدستورية بذلك. من جهته قال سيرغي باركومينكو رئيس تحرير مجلة "ايتوغي" ان خطوة الاقالة التي فاجأت الأوساط السياسية احدثت شقاً في معسكر الرئيس، وهو يبدو الآن كأنه فقد السيطرة على اللعبة السياسية الروسية. والخطر هو اطلاق المعركة للانتخابات الرئاسية في وقت مبكر داخل الاوساط والتيارات المختلقة التي تتقاسم السلطة في روسيا. ولم يكن حتى الآن ترشح لها سوى بعض أقطاب المعارضة مثل الجنرال الكسندر ليبيد والاقتصادي الاصلاحي غريغوري يافلينسكي. وقال يافلينسكي لتلفزيون "ان تي في" ان "الوضع اصبح غامضاً تماماً" منذ تعيين كيريينكو خلفاً لتشيرنوميردين. واقر ديبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته بأن حالاً من البلبلة العارمة تسيطر على الساحة السياسية في روسيا. واعتبر ان تشيرنوميردين قد يفرض نفسه في آخر المطاف خلفا ليلتسن بسبب عدم توفر مرشحين جديين في الوقت الراهن داخل الأوساط الحاكمة، اذ ان بوريس نميتسوف 38 عاماً الرجل السياسي المفضل لدى الرئيس الروسي يبدو صغير السن لخلافة يلتسن.