عاد الرئيس ياسر عرفات إلى غزة أمس في ختام زيارة لكل من المملكة العربية السعودية ومصر، سعى خلالهما إلى الحصول على دعم القيادتين السعودية والمصرية للموقف الفلسطيني قبل لقاء لندن مطلع الشهر المقبل وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانايهو المرتقبة إلى القاهرة الثلثاء المقبل. ونفى عرفات في رده على أسئلة الصحافيين ما أعلنه نتانياهو من أن اجتماع لندن سيركز على قضيتي فتح المطار والمنطقة الصناعية، مشيراً إلى أنه "سيشمل كل القضايا الأخرى". وقال إن نتانياهو يعرف ان "جدول أعمال المحادثات يختلف تماماً عما يطرحه". ووصف الرئيس الفلسطيني المحادثات التي أجراها أول من أمس مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، بأنها "ايجابية وبناءة ومهمة"، مشيراً إلى أنها تناولت دفع عملية السلام وتعزيز العلاقات الثنائية والعربية. كذلك وصف عرفات لقاءه مع مبارك بأنه "ايجابي ومهم"، مشيراً إلى أنه بحث معه في الوضع الحالي لعملية السلام، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني من جراء عدم تطبيق إسرائيل للاتفاقات المبرمة. وأوضح عرفات أنه لم يستطع زيارة المرشد الروحي ل "حركة المقاومة الإسلامية" حماس الشيخ أحمد ياسين "بسبب ضيق الوقت، إذ توجهت إلى المدينةالمنورة للصلاة في المسجد النبوي وكذلك بسبب السفر إلى مصر". إلى ذلك، اعتبر المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة ان محادثات لندن قد تشهد نقطة تحول في تقرير مصير عملية السلام، سواء باتجاه دفع هذه العملية وانقاذ السلام في المنطقة، أو باتجاه استمرار الجمود الحالي، الذي "قد يؤدي إلى دفع المنطقة نحو الانفجار في حال فشل الجهود الديبلوماسية الحالية في انقاذ العملية من الانهيار". وشدد الناطق الفلسطيني على ضرورة احترام إسرائيل تنفيذ الاتفاقات المعقودة، مؤكداً أن كل القضايا سيطرح في اجتماعات لندن. لكن مصادر فلسطينية قالت ل "الحياة" أمس إن عرفات بحث مع مبارك في تنسيق المواقف قبيل عقد اللقاء المرتقب في القاهرة الثلثاء المقبل بين مبارك ونتانياهو. وذكرت ان عرفات تلقى تأكيدات واضحة وقوية من الملك فهد والمسؤولين السعوديين ببذل كل الجهود لتوفير الدعم للموقف الفلسطيني. ودعا الرئيس الفلسطيني إلى عقد الاجتماع الأسبوعي للقيادة الفلسطينية مساء اليوم الخميس بدلاً من الجمعة بسبب مغادرته غزة غداً إلى المانيا في زيارة يقابل خلالها المستشار الألماني هلموت كول. ومن المتوقع أن تبحث القيادة الفلسطينية في اجتماعها اليوم النتائج التي أسفرت عنها الاتصالات الديبلوماسية التي تشارك فيها أطراف متعددة اقليمية ودولية بهدف اخراج عملية السلام من المأزق الحالي. كما ستطرح على جدول المناقشات الاستعدادات الفلسطينية لجولة مبعوث السلام الأميركي دنيس روس ومساعد وزيرة الخارجية مارتن انديك في المنطقة قريباً. وقالت مصادر فلسطينية إن نتائج محادثات لندن قد تعتمد على ما سيحققه روس خلال جولته التي تبدأ الاثنين المقبل، والمتوقع أن تستمر نحو اسبوع. وفي القاهرة، عقد مبارك وعرفات جلسة محادثات ثنائية تلتها جلسة موسعة حضرها من الجانب المصري رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية السيد عمرو موسى والمستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز. ومن الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس أبو مازن والأمين العام للرئاسة السيد الطيب عبدالرحيم ووزير التخطيط في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث والسفير الفلسطيني في القاهرة السيد زهدي القدرة. وانتقد موسى عقب المحادثات، إسرائيل لرفضها مبادرة السلام الأميركية، وحمّلها مسؤولية تعثر عملية السلام. وصرح بأن الجانبين اتفقا على استمرار الاتصالات المصرية - الفلسطينية بعد الزيارة المرتقبة لروس. وأوضح أن الزعيمين عرضا الوضع الحالي على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي في عملية السلام والجولة المقبلة لروس في المنطقة والاحتمالات الخاصة باجتماع لندن مطلع الشهر المقبل. وقال إن الجانبين اتفقا على الاستمرار في المشاورات المصرية - الفلسطينية بعد زيارة روس للمنطقة. وعن زيارة نتانياهو لمصر الثلثاء المقبل، قال موسى إنها "تصب أيضاً في الخانة نفسها، إذ ان الحديث سيتركز على عملية السلام وما يحدث فيها والاحتمالات الخطرة لانهيارها إذا استمر هذا الوضع". وأضاف ان كل هذا يتم في محاولة لانقاذ عملية السلام باعادتها إلى إطارها السليم وليس انقاذها بأي ثمن، مؤكداً ان اجتماع لندن في 4 أيار مايو المقبل يتوقف على إمكان التفاهم على المبادرة الأميركية. وأشار إلى أن موقف الجانب الفلسطيني "معروف ازاء المبادرة الأميركية، إذ أن لديه الرغبة في الموافقة عليها والتعامل على أساسها والمشكلة في ذلك تتوقف على موقف الحكومة الإسرائيلية".