أبدأ مقالي هذا بخبر حصول المبتعثة السعودية أمل عبدالعزيز السفياني على جائزة أفضل بحث في قسم الكيمياء الحيوية والأحياء الجزئية بجامعة جورج تاون العريقة، والتي تعد من أقوى الجامعات الأميركية في التصنيف العالمي في مجال الأبحاث العلمية، بعد أن نجحت من خلال بحثها الذي قدمته، وذلك عن وسيلة تشخيصية تغني عن الحاجة لأخذ الخزعة في بعض الحالات المرضية. أما الدافع الحقيقي وراء ابتكار أو بالأحرى إبداع أمل هو مرض والدها بالفشل الكلوي وتكبده الكثير من الآلام والمتاعب، لذلك انخرطت في معملها حتى خرجت بهذا الابتكار العلمي. منذ بدأ برنامج الملك المحبوب الخاص بابتعاث العديد والكثير من الطالبات والطلاب، وأنا أراقب وأحصي وأسجل عدد الطالبات المميزات اللاتي استطعن الوصول لمركز علمي مميز، واستطعن رفع اسم وطننا الغالي عالياً، ولا يفوتني بالطبع إحصاء وتسجيل اختراعات وتميز أبنائنا الطلاب أيضاً. ما لفت نظري هو تفوق الطالبات أو الإناث على رغم قلة عددهن مقارنة بعدد الطلاب، ومقارنة بالضغوط التي يمكن ان تعايشها الطالبة كوقوعها في يد ومزاج ورغبات مرافقها مما يذكرني بإحدى مبتعثات الدكتوراه التي اختلف معها مرافقها (شقيقها)، وقام بالتعدي عليها جسدياً كما جاء في الخبر ولفظياً كما أتوقع، وعلى رغم أنها سجلت الواقعة في محاضر شرطة بريطانيا، الا انها تنازلت لاعتبارات كثيرة من المؤكد أنها ضغوط أهلها ورغبتها الخاصة في إكمال دراستها دون تعطيل، ولكن حتى هذه الخطوة لم تحظ بالرضا، فسافر والدها وأحضرها، ونظراً لضغوطات كثيرة لا يعلمها الا الله هربت من المنزل فور عودتها في محاولة للإبلاغ عن العنف الذي يحيط بها، فقبض عليها ومازالت في إحدى الدور! لماذا أذكر هذا الخبر المؤلم الآن لرغبتي في السؤال لماذا نسلم الرجال مفاتيح حياة الإناث وبأي حق «يوافق أن يبتعثها ثم يتراجع أو يطفش أو يختلف معها»، فيقرر العودة دون أدنى حساب لحساباتها هي شخصياً ككائن مستقل له كيان وله مستقبل يحلم به ويرغب في تحقيقه. لن أتحدث عن خطر الابتعاث الذي ندرسه لطلابنا وطالباتنا، فقد تناولته أقلام الزملاء والزميلات خلال الفترة الماضية بصورة جعلتني أكتفي وأرجئ مقالي الذي كنت قد بدأت فيه لأكتفي بسؤال: لماذا لا تسنّ الدولة أو الوزارة المعنية قانوناً يمنع كل مرافق من إلغاء بعثة مرافقته تبعاً لمزاجه الخاص وتبعاً لمصالحه هو دون اعتبار لحلم إنسانة أوشكت على الوصول اليه ومنعها لأنه يملك ذلك؟ ماذا لو تم سن قانون أو نظام يلزم كل مرافق بدفع المصروفات التي دفعتها الدولة له وللطالبة في حال أبدى رغبته في العودة او أجبر مرافقته على العودة نكاية بها هل يمكن ان يحد من الحالات التي نسمعها وتؤلمنا كثيراً خصوصاً عندما تغيب التفاصيل وتغيب الطالبات العائدات أمل الغد (خلف أسوار دور الرعاية) ولا تكمل الصحف نشر الأخبار المستجدة على رغم أنني لم أسمع من قبل عن حالة ألزم مرافقها بالعودة معها لإكمال الطريق الذي بدأوه سوياً أو السماح لها السفر بمفردها ما دمنا نعتبرها عنصراً هاماً يسهم في بناء المجتمع ويرفع اسمه عالياً في المحافل العلمية كأمل وغيرها. مزاجية الرجل او بعض الرجال يجب ان تحجمها قوانين تلجمها بتحمل كل ما تحملته الدولة من أموال مقابل ابتعاث أخته او قريبته او زوجته، لا يجب ان نتركه يعبث بمفاتيح مستقبلهن دون رادع. [email protected] twitter | @s_almashhady