لا أعلم بأي الكلمات أستطيع أن أشرح لابني ولابنتي أن الذكر يستطيع أن يلعب في المدن الترفيهية، أم أنت يا بنت حواء، فلن تتمكّني من ذلك، وإذا ما رفعت حاجبيها استغراباً، سأنهرها وأخبرها يا ابنتي حفاظاً على خصوصية الأسرة، ومنعاً لخدش الحياء العام! فقد نشرت صحيفة «الحياة» الخبر بتاريخ 21/ كانون الثاني (يناير) من عام 2012 على صفحاتها التالي: «حظرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهات أهلية أخرى على الإناث من عمر 12 سنة فما فوق استعمال بعض الألعاب في واحدة من أكبر مدن الترفيه في المنطقة الشرقية، حفاظاً على خصوصية الأسر، ومنعاً لخدش الحياء العام، فيما بدأت بعض مدن الترفيه تطبيق هذا الحظر». كيف سيفسر الأب صالح المري الذي ذكر الخبر قصته وقصة إخراج ابنته من اللعبة، بحجة أنها أنثى تعدت ال12 ربيعاً، وسمح لابنه باللعب لأنه طفل. في اعتقادي أن السبب يكمن في ان الأنثى في مجتمعنا مهما كان عمرها هي في نظر الجهات المانعة مشروع أنثى ومشروع فتنة ومشروع فساد وضحكاتها البريئة أو صراخها أثناء اللعب أس المصائب. على رغم أن فتياتنا يلعبن الألعاب نفسها في دولة صغيرة مجاورة ربما كل أسبوع وهي بالمناسبة بلد عربي وإسلامي وخليجي مجاور له عاداتنا وتقاليدنا نفسها. ألا يكفي أننا ما زلنا حتى اليوم نرفض أن تصبح الرياضة جزءاً من المنهج التعليمي في المدارس؟ ألا يكفي أن الكثير متخوف من خطوة مفيدة وإيجابية مثل هذه؟ ألا يكفي أن فتياتنا مكبوتات ومكبلات بالكثير من القيود؟ الأغلبية إن شئتم أن تعلموا تتزوج وهي لم تعرف معنى الطفولة ولا معنى البراءة. ماذا ستسبب به من أذى طفلة فوق ال12 عاماً عندما نسمح لها بأن تمارس طفولتها في جو طبيعي من دون تخوف ومن دون أن نصدمها بالمنع والتصدي والطرد؟ علمونا إذاً بأي الكلمات نفسر لهم؟ أخبرونا إذاً أن سن الطفولة في مجتمعنا بالتحديد تنتهي عند الإناث عند الثانية عشرة، وفسروا لنا لماذا منعت أرملة الثمانيني الطفلة ذات ال15 التي رغبت في أن تتابع أمورها من ورث وخلافه، فرفضت المحاكم طلبها بحجة أنها قاصر، ورفضت طلبها بمراعاة مصالحها، بصراحة لم نفهم هل هي طفلة أم هي بالغة تتمكن من تحديد مستقبلها؟ آه... نسيت الأنثى لا تستطيع تحديد مستقبلها ولا حتى اختياره، نسيت فاطمة التي سجنت، لأنها رفضت الطلاق من زوجها، ونسيت فاطمة الأخرى المطلقة والأم والموظفة التي سجنت، لأنها لا تريد الذهاب لبيت والدها، ورغبت واختارت أن تعيش مع والدتها المريضة لمراعاتها، إعمالاً للحديث الشريف «أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك». أخيراً... لا توقعوا أرجوكم على اتفاقات الطفولة ولا المرأة، حتى لا نحرج أمام الملأ عندما يجدوننا نوقع ولا نطبق ونوافق ولا نتصدى لمثل هذه الموانع البشرية. [email protected] Twitter | @s_almashhady