على رغم نجاح الفنانة هند صبري في تجسيد دور الفتاة العزباء التي تتوق للزواج، والتي تريد أن تتخلص من تعليقات وضغوط المجتمع وأولها التخلص من المسمى المقيت الذي تحول إلى شبهة تحاول كل فتاة الهروب منها بعيداً حتى لا تلتصق بها، على رغم أنه من المفترض أن يكون المسمى معبراً عن حال فقط، ويدل على أنها غير مرتبطة (لا أكثر ولا أقل). أعشق الحوار مع الفتيات الصغيرات عشق الاقتراب منهن ومعرفة أحلامهن ورؤيتهن لكل ما يثار حولهن من أمور ومسميات، وقد استمعت إلى أكثر من واحدة وفي ظروف مختلفة تعلن كل منهن رغبتها الدفينة (بعدم الزواج)، مع رغبتها الظاهرية التي تعلن رفضها لهذا الاسم، والخوف من أن تصبح حديث الأسرة، وحتى لا يسعى كل من «هبَّ ودبَّ» في إلصاق عريس - أي عريس - فقط حتى يقال لهم نجحتم في تخليص المجتمع من عانس! وبذلك يكونون قد أدُّوا واجبهم الديني والأسري، أما عن مواصفات العريس (فهي من باب الكماليات)، فمناسبته لعمر الفتاة (دلع بنات فاضي)، وتقارب الأفكار والرؤى المستقبلية (ما له لزوم)، ووضع العريس الاجتماعي (لا يهم)، فلا يهم أن تكون الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة المهم أن «تنستر» وكأنها كانت «مفضوحة من قبل»، في حين أن الزواج سترة للجنسين وليس للأنثى فقط. «مش عاوزة أتجوز» جملة سمعتها كثيراً من فتيات صغيرات أو متوسطات في العمر، أما لماذا أصبحت تردد بكل علانية وبأسباب تبدو منطقية فلكثرة ما يُسمَع من مآسٍ اجتماعية، فما يسمعْنَه عن حرمان الأم من أبنائها لسنوات، (ولا يطمئنَّ إلى كلمات النصيب والقدر والاختيار الخاطئ)، يسمعْنَ عن الحيرة الشديدة والضعف الشديد الذي قد تقع فيه عروس كانت على وشك اختطاف حلم وأصبحت بين عشية وضحاها مهددة بالطلاق لا لشيء إلا أن الوالدة الكريمة (لم تبلعها لأنها لم تقدم لها فروض السمع والطاعة، كما يحلو لها، وكما يسر خاطرها) الخوف الشديد من حمل كلمة «مطلقة» الذي سيشير بشدة - على رغم عدم منطقيته - إلى فشلها هي فقط في الاحتفاظ بزوجها، وفشلها في البقاء في بيتها الذي لا تملك فيه شيئاً، فبقاؤها وعدمه متعلق برضا الزوج ومزاجيته فقط، وليس إلى أسس كتبها رب العالمين من فوق سبع سماوات، خوفها الشديد من الزواج عليها (من دون سبب) وخوفها الأشد من أن تكون حكاية تلوكها الألسن. «مش عاوزة أتجوز» حملة ستظهر في الأفق قريباً جداً لتؤكد أن فتياتنا خائفات من التجربة الحلم، وخائفات من الصدمات، ومن الحرمان من الأبناء، خائفات من تركهم مع زوجة أب يسلمها (الزوج السابق لها طواعية تعبيراً عن الثقة) لتمارس عليهم كل ما تريده من (عقد) وتختم أفعالها المباركة بجملة لا تغيب «أنا أيضاً... كنت مش عاوزة أتجوز»!! [email protected]