تابع المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين النظر في قضية اغتيال الرئيس رشيد كرامي العام 1987، والتي يُحاكم فيها قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع والعميد خليل مطر والرائد الاحتياطي كيتل الحايك والرقيب كميل الرامي والعنصرين في "القوات" انطوان الشدياق وعزيز صالح. وتمثّلت النيابة العامة بالمدعي العام العدلي القاضي عدنان عضوم. وبعد تشكيل الخصومة في حضور كل المتهمين، استؤنف استجواب الرامي في شأن القاء عبوة على ضريح الرئيس كرامي قبل ثلاثة ايام من ذكرى اربعينه في طرابلس، بتكليف من الحايك. وعن المتفجرات التي ألقيت على الضريح أجاب "أحضرها كيتل وناجي خوري الذي تردد ان القوات خطفته ولا أعرف هل اشترياها أو عثرا عليها". ووجّه السؤال الى الحايك فقال "حصلت عليها مرتين من ناجي خوري وفي بعض الاحيان كنا ندهم محال تجّار الاسلحة ونستولي على المتفجرات. وكان خوري يقبض ثمنها احياناً واحياناً لا. ومرة اشتريت ديناميت من سن الفيل من تاجر اسمه ابو اسعد". ثم سئل الرامي عن خوفه من ذكر اسم اللواء غازي كنعان علناً في رسالة وجهها الى المجلس العدلي قال فيها ان الهدف من القاء المتفجرة أخافته، أجاب "الخوف لمصلحتي ولمصلحة عائلتي وليس ضدّي. ولا شيء بيني وبين اللواء كنعان وهو جيد معي". وعن تضليل التحقيق واخفاء الحقيقة قال "اُجبرت على الاعتراف و"القوات" لم تفعلها". وعن علاقته باسرائيل قال "ذهبت الى الجنوب وفي منزل سمير ابو عزي كان هناك ضابط اسرائيلي فقط". وعن تعامله مع اسرائيل اكثر من عشر سنوات من خلال جهاز أمن "القوات"، قال "عملت معه عام 1982 ايام بشير الجميل، وتوقفت أواخر العام 1984 عندما عدت من زحلة". ثم أبرز المدعي العام حكماً صادراً عن المحكمة العسكرية في حق الرامي بتهمة التعامل مع اسرائيل ومحاولة اغتيال اللواء كنعان. وعن تقاضيه مبلغ 1300 دولار اميركي من المخابرات الاسرائىلية، أجاب "عندما كنت موقوفاً في سورية جاء ابو عزي الى منزلي وعرض على زوجتي أموالاً فرفضتها لانها لا تعرفه ولا تعرف نياته". واضاف "أدخلوني في متاهات لم اعرف كيف أخرج منها". وعن عدم ورود اسم "القوات" في افادة عبدالحميد احمد المتهم الثاني بالعبوة، أجاب "كنت أقرب الى كيتل من عبدالحميد. واذا حشروني فسيحصلون على نتيجة اما عبدالحميد فلا". وعن اعترافه قال "اعترفت بملء ارادتي لانني اعترفت بهذا في سورية وهم أمسكوا بي ليصلوا الى سمير جعجع. النيابة العامة تجبرني كل مرة على أشياء..". وأكد "ان لا علاقة للحايك بالقوات". ونفى ان يكون أطلعه على علاقته باسرائيل "لان الفكرة لم تختمر في رأسي اذ عدت من الجنوب في 23 نيسان ابريل 1988 واعتقلتني القوات السورية في 30 منه." وسأل عضوم المتهم الرامي: هل اتصلت بك "القوات" بعد العام 84؟ أجاب "احتاجوا اليّ عندما كنت دركياً في زحلة وعندما عدت زال السبب". وكشف انه "كان من انصار الوزير ايلي حبيقة الموجودين في زحلة". وعن المحكمة التي قاضته في سورية، قال "هناك توقيف عرفي للمناهضين لسياسة النظام وأنا أوقفت عرفاً مع مسيحيين وقواتيين وسنة من "حركة التوحيد الاسلامي". وعن سبب محاكمة الحايك في سورية خصوصاً انه والرامي متهمان بالتهمة نفسها، أجاب الاخير "هذا ما يعرفه السوريون". واضاف انه لم يرَ عبدالحميد احمد في السجن في سورية وانه خرج قبله. ثم دار نقاش بين محامي الدفاع والادعاء والنيابة العامة على ان المحاكمة تدور على مسألتي العلاقة باسرائيل ومحاولة اغتيال اللواء غازي كنعان من دون الدخول في قضية كرامي.