القدس المحتلة، غزة - أ ف ب، رويترز - هددت "حركة المقاومة الاسلامية" "حماس" امس بالانتقام لاغتيال أحد كبار مسؤولي جناحها المسلح "كتائب عزالدين القسام" يوم الاثنين في رام الله في الضفة الغربية. وفي وقت أكدت الشرطة الفلسطينية ان القتيل ويدعى محيي الدين الشريف 32 عاماً قُتل بالرصاص قبل وضع جثته قرب سيارة مفخخة تم تفجيرها عن بُعد، نفت اسرائيل التي كانت تلاحق القتيل منذ سنتين، اي دور لها في اغتياله. وقال عبدالعزيز الرنتيسي الناطق باسم "حماس" في غزة لوكالة "فرانس برس": "انها عملية اغتيال واضحة. وأحب ان أؤكد ان حماس لا تفرط بابنائها ولا تنساهم". وأضاف: "وبالتالي نذكر برد حماس بعد اغتيال الشهيد يحيى عياش" مسؤول "حماس" العسكري الذي اغتالته اسرائيل عام 1996. وردت "حماس" على اغتياله بسلسلة من العمليات الانتحارية في اسرائيل. وقال الرنتيسي ان مقتل الشريف الذي يأتي في ظل "موت" عملية السلام مع اسرائيل "دليل آخر على ان الجانب الصهيوني معني بالقتل فقط وليس بالسلام". وأعلنت الشرطة الفلسطينية امس الاربعاء ان الشريف قتل الاثنين في انفجار قنبلة في الضفة الغربية. وقال العقيد جبريل الرجوب رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية ل "فرانس برس": "ان الشخص الذي وجد مقتولاً في انفجار سيارة في منطقة صناعية في مدينة رام الله قبل ثلاثة أيام هو محيى الدين الشريف". ويلاحق الجيش الاسرائيلي الشريف، وهو من سكان ضاحية بيت حنينا في القدس، منذ اكثر من عامين بتهمة ترتيب وتخطيط عمليات انتحارية نفذتها "حماس" في اسرائيل حتى العام 1997. وأفاد بيان رسمي بثته الاذاعة الفلسطينية ان الشريف "قتل أولاً باطلاق النار عليه ومن ثم نقل الى المكان الذي وقع فيه الانفجار". ووصف البيان مقتل الشريف بانه "جريمة تستنكرها السلطة الوطنية وترى فيها مؤشراً خطيراً لزعزعة الاستقرار والأمن الوطني الفلسطيني". وقال ابراهيم شقيق الشريف للصحافيين امام منزل العائلة في بيت حنينا ان "المخابرات الاسرائيلية هي التي قتلت محيى الدين". وأضاف بعد عودته من رام الله حيث القى نظرة على جثة شقيقه واستمع الى أقوال المحققين الفلسطينيين ان "رصاصتين اخترقتا صدره واخرى قدمه وان رجليه احترقتا". وكانت الشرطة الفلسطينية أعلنت انها عثرت على الجثة بعد انفجار سيارة في منطقة صناعية في مدينة رام الله. وقال ابراهيم ان المحققين اخبروا العائلة ان "جثة ولدهم وجدت عارية الى جانب السيارة التي فجرت عن بعد". ونفت اسرائيل امس اي دور لها في عملية الاغتيال. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للصحافيين في القدس "ليس لنا دور في الحادث الذي وقع. ولا يمكنني ايضاً ان أؤكد في هذه اللحظة هوية الرجل الذي قتل هناك". وأضاف "كل ما يمكنني قوله في شكل قاطع هو ان اسرائيل ليس لها دور في هذا الحادث". وأضاف انه ليست لديه فكرة عن كيفية موت الرجل وأضاف: "لا اعرف اذا كانت عملية تصفية. ليس لدي فكرة. والأصح من هذا انني لا استطيع ان أقول بشكل قاطع ماذا حدث هناك". وكان الشريف يعتبر الرجل الثاني في "كتائب عزالدين القسام" الجناح العسكري لحماس بعد يحيى عياش الملقب ب"المهندس" الذي يُعتقد ان اسرائيل قتلته في كانون الثاني يناير عام 1996. ووزعت حركة "حماس" سيرة شخصية للشريف جاء فيها انه انتظم في صفوفها عندما كان طالبا في قسم هندسة الالكترونيات في كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة القدس. واضافت انه تتلمذ على يدي عياش وعمل قبل اغتياله على تطوير اسلوب التفجير بواسطة جهاز التحكم عن بعد.