تفاعلت أمس قضية اغتيال محيي الدين الشريف، عضو "كتائب عزالدين القسام"، الجناح العسكري ل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وفيما واصلت السلطة الفلسطينية حملة الاعتقالات التي شنتها أخيراً، معلنة أمس اعتقال عماد عوض الله المتهم باغتيال الشريف، قامت الحركة الاسلامية في الضفة امس بعر ض للقوة، وذلك حين شارك نحو ثلاثة آلاف شخص، معظمهم من الطلبة، في حفلة تأبين الشريف التي اقيمت في جامعة النجاح في مدينة نابلس في الضفة الغربية، رغم معارضة ادارة الجامعة. وفي تحد غير مسبوق، دعت "حماس" السلطة الفلسطينية الى "تغيير سياساتها او الاعتزال". ووصفت "كتائب القسام" في بيان تلقت وكالة "اسوشييتد برس" نسخة منه امس حملة الاعتقالات بانها "جريمة جديدة ... وتحد خطر لحماس ولكتائب القسام"، مشيرة الى ان "السلطة الفلسطينية ستتحمل مسؤولية ذلك ونتائجه السلبية". لكنها شددت على ان "الصهاينة وحدهم سيدفعون ثمن هذه الجريمة البشعة"، في اشارة الى اغتيال الشريف. وذكرت مصادر امنية فلسطينية امس لوكالة "فرانس برس" ان عماد عوض الله، العضو في "كتائب القسام"، وشقيق عادل عوض الله الذي يعد احد اعضاء الخلية المصغرة التي كانت تحيط بالشريف، اعتقل في الضفة على ايدي عناصر الاستخبارات الفلسطينية. واضاف ان الامين العام للرئاسة الفلسطينية "الطيب عبدالرحيم الذي يشرف على التحقيق يتابع التطورات". وأكد المسؤول في "حماس" اسماعيل ابو شنب نبأ اعتقال عوض الله، وقال: "ابلغتنا السلطة الفلسطينية باعتقاله" وباعتقال آخرين في الحركة. واضاف ان الشرطة الفلسطينية اعتقلت في غزة اول من امس طبيب الاسنان ابراهيم المقادمة الذي تضعه اسرائىل على قائمة المطلوبين بتهمة التخطيط لعمليات انتحارية نفذت ضدها، وعميد الطلاب في الجامعة الاسلامية في غزة، نزار ريان، وربحي الرنتيسي، اضافة الى عبدالعزيز الرنتيسي، وهم جميعا من "حماس"، كما اعتقلت الناشط في حركة "الجهاد الاسلامي" السيد عبدالله الشامي. وأكد مصدر في حركة "الجهاد" اعتقال الشامي الثلثاء الماضي بعدما وجه في خطبة العيد انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية في شأن مقتل الشريف. وتتهم السلطة الفلسطينية عماد عوض الله باطلاق النار على الشريف الذي وجد مقتولاً الى جانب سيارة فجرت عن بعد في مدينة رام الله أواخر آذار مارس الماضي. وقالت السلطة الاسبوع الماضي ان الشريف قتل في نزاع داخل "حماس"، إلا أن الحركة رفضت هذه الرواية وتوعدت بالانتقام من اسرائيل لمقتل الشريف. وقال المسؤول الامني الكبير: "سبق ان قلنا ان عماد عوض الله مشتبه به في اطلاق الرصاص على الشريف. ونتائج التحقيق الذي أجريناه تؤيد ما نتخذه من اجراءات". من جهة اخرى، شهدت جامعة النجاح في مدينة نابلس حفلة تأبين للشريف نظمتها الكتلة الاسلامية وشارك فيها نحو 3 آلاف شخص. وخلال الحفلة، فجرت مجموعة من الاشخاص المقنعين مجسما لحافلة ركاب اسرائيلية في استعادة للعمليات الانتحارية التي نفذتها الحركة في اسرائيل. وقال ماهر الخراز، أحد قادة "حماس" في نابلس ان "اليهود يتحملون المسؤولية عن مقتل الشريف". ورفض افراد عائلة الشريف اتهامات السلطة لعوض الله وشقيقه بالتورط في عملية الاغتيال. وقال شقيقه ابراهيم: "نحن افراد عائلة الشريف، نود اعلان براءة هذين الرجلين".