القدس المحتلة، غزة - ا ب، ا ف ب، رويترز - نفت السلطة الوطنية الفلسطينية أمس الخميس ما اعتبرته "ادعاءات" من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس التي اتهمت اجهزة الامن الفلسطينية بتعذيب احد ناشطيها لانتزاع اعترافات منه في شأن هوية قاتلي محيي الدين الشريف المسؤول في جناحها المسلح "كتائب عزالدين القسام". وقال الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم لوكالة "فرانس برس" ان "ما تضمنته بيانات حماس اكاذيب محض. والمعتقل الذي يشيرون اليه لم يتعرض الى اي نوع من انواع الضغط او التعذيب". واضاف: "لقد قدم المعتقل اعترافاته بمحض ارادته ونتيجة لأزمة الضمير بفعل هول الجريمة التي كان شاهداً عليها". وكانت "حماس" اصدرت الاربعاء بياناً قالت فيه ان احد ناشطيها المعتقل لدى السلطة الفلسطينية غسان العداسي قدم "تحت التعذيب" اعترافات لمحققيه حول قيام القيادي في كتائب القسام عادل عوض الله بقتل محيي الدين الشريف. ورد عبدالرحيم على هذا الاتهام بأن "المحققين الفلسطينيين عرضوا على العداسي عدداً من اسماء قيادات حماس لكي يختار من يريد منهم ويدلي باعترافاته بحضورهم"، وانه تم "احضار من طلبهم العداسي واعترف امامهم". وتابع عبدالرحيم: "كذلك وجه العداسي رسالة مكتوبة الى قيادة حماس تتضمن اقراره بما حصل عبر القياديين الذين التقاهم". واكد ان "السلطة الفلسطينية ستعرض المعتقلين كافة بعد اختتام التحقيقات على القضاء وستجري محاكمات علنية لهم". وأوردت "فرانس برس" ان القياديين من حركة "حماس" اللذين التقيا بالمعتقل العداسي هما محمود مصلح وجمال الطويل. ونفت مصادر امنية فلسطينية ماتضمنته بيانات "حماس" من ان مصلح محتجز لدى جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية الذي يترأسه جبريل الرجوب، مشيرة الى انه "موجود لدى جهاز امني آخر وليس محتجزاً في زنزانة فردية كما زعم بيان حماس". ونفى العقيد الرجوب أمس اتهامات وجهها اليه شخص يتحدث باسم "كتائب القسام" في شريط فيديو تلقته وكالات أنباء في القدس اول من أمس. واتهم المتحدث في شريط الفيديو مسؤولي الامن الفلسطينيين وبينهم الرجوب بالتواطؤ مع اسرائيل في مقتل الشريف. وقال الرجوب لوكالة "اسوشيتد برس" أمس ان حركة "حماس" رفضت ان تتعاون مع السلطة الوطنية في التحقيق في ملابسات قتل الشريف. ووصف شريط الفيديو بانه "ليس طريقة محترمة من حماس للتعاطي مع الامور". وكان المتحدث قال في شريط الفيديو ان "كتائب عزالدين القسام" ستنتقم من اسرائيل فقط. وأضاف: "نحن في كتائب الشهيد عزالدين القسام لا نحمّل مسؤولية حادث استشهاد الاخ القائد البطل محيي الدين الشريف إلا للعدو الصهيوني، حتى لو ثبت لدينا وجود ضلع مباشر او غير مباشر لاعضاء من السلطة فلن يكون ردنا الا ضد العدو الصهيوني". واظهر الفيلم الذي تم تصويره بكاميرا فيديو للهواة شخصاً ملثماً قدم نفسه على انه عادل عوض الله العضو البارز في "كتائب القسام" المسجل على قائمة المطلوبين في اسرائيل. وقال الرجل: "بفعل جهادنا وبفعل الاستشهاديين في صفنا سندخل الحزن والهلع في قلب كل صهيوني وفي كل بيت صهيوني". ولم يتضح من اللقطات اين صور الفيلم. وعثر على الشريف الذي اتهمته اسرائيل بأنه كان العقل المدبر وراء سلسلة تفجيرات انتحارية ميتاً في 29 آذار مارس بجوار سيارة انفجرت في رام الله في الضفة الغربية. ونفت اسرائيل مراراً انها قتلت الشريف. وقالت السلطة الفلسطينية الاثنين ان تحقيقاتها اظهرت ان اعضاء آخرين في "حماس" قتلوا الشريف بالرصاص في صراع على السلطة، وانه تم تفجير السيارة لاخفاء الادلة. وتقول السلطة الفلسطينية انها تحتجز العديد من اعضاء "حماس" في ما يتعلق بمقتل الشريف من بينهم واحد قالت الشرطة الفلسطينية انه اعترف بنسف السيارة. لكن الرجل الذي اطلق النار على الشريف لم يعتقل بعد. وعرّف مسؤول فلسطيني كبير اول من امس المسلح المشتبه فيه باسم عماد عوض الله وهو شقيق عادل عوض الله وعضو بارز في "حماس" وهارب أيضاً. وقال موشي فوغيل الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية ان "حماس" تبحث عن ذرائع لتبرير شن هجمات. واضاف: "لا تساورنا اي اوهام في شأن اهدافهم من حيث قتل اكبر عدد ممكن من الاسرائيليين واليهود طبعاً ... من الواضح لدينا من الاحداث الاخيرة انهم سيستخدمون اي ذريعة يستطيعونها لشن هجمات ارهابية على اسرائيل وعلى اهداف يهودية في الخارج". وأوردت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ليل الاربعاء - الخميس ان تقريراً ستنشره السلطة الفلسطينية سيكشف ان الشريف خُطف في 13 آذار، اي قبل 16 يوماً من العثور على جثته في رام الله. وتابعت ان تقريراً للسلطة الفلسطينية سيتم توزيعه ويتضمن ان منافسين للشريف في "حماس" خطفوا الشريف وأجبروه على الاعتراف بانه كان يعطي معلومات سرية عن هذه الحركة الاسلامية الى اسرائيل. وأضاف التلفزيون الاسرائيلي ان عماد عوض الله، شقيق عادل المسؤول في "كتائب القسام"، هو الذي قتل بالرصاص الشريف بعد تحقيق طويل معه، ووضع جثته قرب سيارة مفخخة تم تفجيرها لاخفاء عملية القتل.