تزامن سقوط أحد السياح المغاربة في فوهة بركان فيزوف بعدما تجاوز بفضوله حاجز الخطر، مع تحذيرات أطلقتها "صاندي تلغراف" البريطانية أحدثت ضجة كبيرة في الأوساط الشعبية والسياحية الايطالية، إذ ذكرت بأن بركان فيزوف سيعود إلى نشاطه مرة أخرى، وستحصل كارثة خلال دقائق أكبر بكثير من تلك التي حدثت عام 79 ميلادية عندما انفجر البركان ودفن مدينة بومبي المشهورة، إذ زحفت السيول البركانية على المدينة بسرعة قدرت بأكثر من 60 كيلومتراً في الساعة لتغطيها والقرى المجاورة لها، وبلغ ارتفاع هذه السيول أكثر من 6 أمتار في بومبي وعشرين متراً في القرى المجاورة، وان تمكن بعض الناس من الفرار، فإن معظمهم لم يستطع الهرب، فاختنق بعضهم برائحة الحمم وزفيرها التي وصلت درجة حرارتها إلى 400 درجة مئوية، ومات بعضهم الآخر حين غطت السيول البركانية البيوت والشوارع وأصبحت مستنقعاً يفور بالحمم والغازات. وتكلست الأجساد البشرية والحيوانية وتجمدت. وتبدو هذه الأجساد الآن وبعد مئات السنين كأنها تماثيل نحتية صخرية حافظ الاثاريون عليها ووضعوها في أماكن وجودها بعدما تمت الترميمات واكتملت الحفريات لمركز المدينة التاريخي الذي يعتبر حالياً أول المراكز الاثارية الأوروبية من حيث السياحة العالمية. وفي اتصال هاتفي ل "الحياة" مع السيدة لوجينا جيفيتا، رئيسة تحرير مجلة "المراقب" في مدينة نابولي في شأن خبر "صاندي تلغراف" عن احتمالات عودة البركان إلى نشاطه، قالت: "إن مثل هذه الادعاءات لا تعدو كونها مجرد ارهاب للناس، خصوصاً السياح، وهي غير موضوعية".