بحث وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ونظيره النروجي ولباك كنوت أمس في باريس في الجمود "الخانق" المسيطر على مسيرة السلام في الشرق الأوسط ودعيا الولاياتالمتحدة للعمل على إعادة تحريكها. وقال كنوت في تصريح، بعد محادثات مع فيدرين حول غداء عمل في مبنى الخارجية الفرنسية "ان الوضع الشديد الخطورة القائم على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي يجعل من الملح العمل على الخروج من المأزق". وأضاف أنه وفيدرين "متفقان على أهمية مشاركة الولاياتالمتحدة النشطة لتخطي الجمود القائم وحمل الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على احترام اتفاق أوسلو، والعودة الى مضمون هذا الاتفاق لايجاد حلول للعراقيل القائمة"، مشدداً على "ضرورة التوصل بأقصى سرعة ممكنة الى هذه الحلول لأن خطورة الوضع السياسي تترافق مع أوضاع اجتماعية هي بدورها خطرة جداً". كذلك شدد فيدرين من جانبه على ضرورة بذل ما أمكن لتجنب "الاختناق" الذي يهدد مسيرة السلام، و"العمل على تحريكها بطريقة تعيد إحلال الثقة بين الأطراف، مما يعني ان هناك الكثير مما ينبغي فعله على هذا الصعيد". وقال "ان اتفاق أوسلو جسّد الكثير من الآمال مثلما جسد شجاعة العديد من الفلسطينيين والاسرائيليين بمساعدة الديبلوماسية النروجية. لكن هذا الأمل بات شبه محطم اليوم وينبغي انقاذه لصون احتمالات مستقبلية لا تبدو قائمة الآن". وعن الأزمة الجزائرية والمبادرة الديبلوماسية التي اعلنتها النروج في هذا الشأن، قال فيدرين ان كل المبادرات جيدة لمساعدة الجزائريين على تجاوز المأساة التي يعيشونها، لكن ينبغي في الوقت نفسه احترام تمسك الجزائر بسيادتها وهو ما يعبر عنه العديد من الأحزاب السياسية الجزائرية مثلما تعبر عنه الحكومة. وقال انه لا بد من ايجاد صيغة تتيح التوفيق بين هذين العنصرين لأن الجميع يحرص على تجاوز الجزائر لأزمتها والعمل على تطوير أوضاعها السياسية والاقتصادية. وتخلل محادثات فيدرين وكنوت جولة أفق في العديد من القضايا الثنائية والأوروبية والاقليمية ومن ضمنها العراق وايران وكذلك لبنان. وكرر الوزير الفرنسي موقف بلاده التي تعتبر أنه لا بد من توافق الأطراف المعنية على اتفاق وعندها ستكون فرنسا مستعدة لاعلان استعدادها ولعب دور إذا طلب منها المعنيون ذلك.