شهد اجتماع انتخابي حاشد نظمه تيار انصار الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني صدامات عنيفة بين مؤيدين للتيار "الاصلاحي" وموالين للتيار "الاصولي المتشدد"، واضطرت قوى الأمن التي انتشرت بكثافة في مكان الاجتماع وسط طهران الى تفريق الحشود وانهاء التجمع، ولوحظ اقتياد رجال الشرطة لبعض الشبان من الجانبين، ولم يتضح هل اعتقلوا ام اخلي سبيلهم خارج القاعة. وكانت قيادة حزب "كوادر بناء ايران" المعروف بحزب انصار رفسنجاني دعت الى اجتماع انتخابي في اطار انشطة الحملة الدعائية لانتخابات "مجلس خبراء القيادة"، اعلى هيئة دستورية مخولة انتخاب المرشد الاعلى للنظام والجمهورية الاسلامية ومراقبته وعزله. وسبقت التجمع حملة اعلانية واعلامية واسعة لدعوة مكثفة للحضور خصوصاً ان المتحدثين هم ابرز "الكوادر"، اي الأمين العام للحزب رئيس بلدية طهران سابقاً غلامحسين كرباستشي ووزير الثقافة والارشاد الاسلامي عطاء الله مهاجراني والنائبة فائزة رفسنجاني، علماً بأن حزب "الكوادر" اعلن تأييده لمرشحين في دوائر عدة في البلاد، خصوصاً في طهران، كبرى الدوائر الانتخابية وأهمها. واندلعت اعمال العنف والاشتباكات بالأيدي اثر الكلمة التي القاها كرباستشي، وتضمنت انتقادات لاقصاء مرشحين محسوبين على التيار الاصلاحي الراديكالي المؤيد للرئيس سيد محمد خاتمي عن خوض المنافسة في انتخابات الخبراء. وشدد كرباستشي على ضرورة الاستمرار في نهج الاصلاحات وتعزيز الحريات العامة. وفجأة وقف عشرات من الشبان المعروفين بانتمائهم او ولائهم لپ"انصار حزب الله"، ورفعوا صوراً للمرشد وآية الله علي خامنئي، ورددوا شعارات معادية لكرباستشي و"الفساد"، وطالب بپ"الموت لأعداء ولاية الفقيه"، وهو ما استفز مئات رفعوا صور خامنئي وخاتمي ورددوا هتافات تطلب الموت لپ"الفاشيين" و"طالبان". وتطور الاحتكاك الى عراك بالأيدي وصدامات عنيفة، اصابت بعض المشتبكين بجروح طفيفة. وعلى رغم محاولات المنظمين تهدئة الأمور، فان العنف لم يتوقف الا عندما تدخل رجال الشرطة وأمروا بانهاء التجمع الذي اقيم في ملعب "شيرودي" الرياضي المغلق في قلب العاصمة. وهذه المرة الأولى التي تشهد فيها الحملة الانتخابية لپ"الخبراء" اعمال عنف بهذه الحدة، خصوصاً ان نتائج الاقتراع تبدو محسومة منذ الآن لفائدة المحافظين.ومعلوم ان رفسنجاني انحاز الى اليمين المحافظ في هذه الانتخابات، لكن يبدو ان حزب الله لم يقتنعوا ب"تكتيك" رفسنجاني الجديد.