أطلق رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في القدسالمحتلة أمس مبادرة جديدة للتوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال بلير، الذي كان مبعوثاً للجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط، انه يعمل الآن كمواطن بصفته الخاصة للدفع من اجل التوصل الى تسوية من طريق المفاوضات. وأضاف: «ما سأفعله هنا وفي المنطقة بكاملها هو العمل من خلال هذه المبادرة لتحفيز الشرق الأوسط لمحاولة الدفع من أجل عملية سلام في إطار مبادرة السلام العربية، وإحداث تغيير كبير على الأرض في غزة والضفة الغربية، ومن أجل الوحدة الفلسطينية على أساس السلام». وأكد ان دوره الجديد سيتيح له مزيداً من الحرية لإجراء مناقشات صريحة مع جميع الأطراف. وكانت اللجنة الرباعية التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة، عينت بلير لدعم الاقتصاد والمؤسسات الفلسطينية استعداداً لإقامة دولة فلسطينية. إلا انه فشل خلال توليه هذا المنصب لثماني سنوات في تحقيق انفراج، كما ان المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ نيسان (أبريل) عام 2014. وأشار الاعلام الاسرائيلي في الأسابيع الأخيرة الى ان بلير التقى قادة حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، إلا ان بلير رفض تأكيد ذلك علناً، وقال: «لن أعلق على ذلك باستثناء القول انني وجدت منذ تخليت عن دوري في الرباعية انه اصبح من الأسهل إجراء محادثات صريحة تماماً مع الناس». وأضاف ان «استعداد الناس للتحدث بصراحة الآن بات أكثر من السابق عندما كنت ممثلاً للرباعية». وكان بلير صرح لصحيفة «هآرتس» اول من أمس في مؤتمر السلام الذي تنظمه الصحيفة في تل أبيب، إن الحوار مع حماس بهدف توحيد القيادة السياسية الفلسطينية كان «يستحق المحاولة»، وأكد أن موقف الحركة من إسرائيل يمكن أن يتغير. ودعا إلى اتفاق سلام إقليمي فلسطيني - اسرائيلي على شكل مبادرة سلام عربية «منقحة ومحدثة» يتضمن انسحاباً إلى حدود عام 1967 مع تبادل أراض. تأكيدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن توجه الدول العربية المعتدلة تجاه إسرائيل أصبح أكثر دفئاً وسط تزايد الإضطرابات في الشرق الأوسط. وأشار بلير بامتعاض إلى أن هذه الزيارة هي زيارته الرقم 148 لإسرائيل وخلال عرضه ل «نهجه الجديد»، اعترف قائلاً: «لن تحصلوا على السلام بالطريقة القديمة». وأكد أن القيادة الفلسطينية الحالية أصبحت منقسمة للغاية لدرجة لا تسمح لها بالتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، وبالتالي يتطلب ذلك دعماً إقليمياً. وقال: «لا أعتقد أنكم ستجدون سياسة فلسيطينية قوية بما فيه الكفاية لصنع السلام، ما لم تكن مدعومة من المنطقة ككل».