استهل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زيارة تاريخية إلى الضفة الغربية أمس بزيارة قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفاتبرام الله. واحنى بلير رأسه احتراما عند قبر عرفات بمقر المقاطعة الذي احتجز فيه عرفات لحوالى ثلاث سنوات. الا انه لم يضع اكليلا من الزهور على الضريح او يوقع في سجل التعازي. ووقف بجانبه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس. ويعد بلير اول زعيم غربي يزور رام الله منذ وفاة عرفات الشهر الماضي. والتقى بلير في وقت سابق أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي مجرم الحرب ارييل شارون في القدسالمحتلة حيث كشف عن خطط لعقد مؤتمر في لندن العام القادم بهدف مساعدة الفلسطينيين على الاعداد لاقامة دولتهم المستقبلية. وقال بلير في مؤتمر صحافي مشترك مع شارون ان المؤتمر لن يلتف على خارطة الطريق، خطة السلام الدولية، بل انه سيساعد في احياء خارطة الطريق التي تهدف إلى اقامة دولة فلسطينية العام المقبل. واكد بلير ان الهدف من المؤتمر هو ضمان «وجود خطط ومقترحات للسماح للفلسطينيين بان يصبحوا شركاء حقيقيين للسلام» بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة بموجب خطة شارون المثيرة للجدل. ولم يكشف بلير عن موعد المؤتمر او عن اي تفاصيل حول جدول اعماله. وقال بلير، الذي تعهد بجعل قضية الشرق الاوسط اولوية شخصية له، انه توجد الآن فرصة حقيقية لتحقيق انفراج في عملية السلام واحراز تقدم في خارطة الطريق. الا انه اكد ان احراز اي تقدم باتجاه اقامة دولة فلسطينية لن يكون ممكنا طالما استمرت هجمات المسلحين الفلسطينيين. واكد ان هناك الآن «خطة الانسحاب وقيادة فلسطينية الجديدة وربما اهم من ذلك كله ان لدينا نصا واضحا في خارطة الطريق حول التوصل إلى ذلك (اقامة الدولة الفلسطينية) بشرط ان يتوقف الارهاب». وصرح شارون من جهته ان (إسرائيل) لن تشارك في المؤتمر الا انه اعرب عن تاييده لهذه المبادرة. وقال «نحن ندعم مبادرة رئيس الوزراء (توني) بلير باستضافة اللقاء الدولي في لندن». واوضح ان «المؤتمر سيتناول الاصلاحات الحكومية التي ستقود السلطة الفلسطينية نحو الديموقراطية (...) ولان الامر يتركز بشكل رئيسي على الفلسطينيين، وبعد التشاور مع اصدقائنا البريطانيين قررت (إسرائيل) عدم المشاركة». واكد شارون على ما قاله بلير وقال ان «القضاء على (الارهاب) سيسمح لنا باستئناف المناقشات بموجب خارطة الطريق». وقال شارون انه يرى فرصة في عملية السلام وشدد على انه يعتقد «ان هناك فرصة الآن لايجاد قيادة (فلسطينية) تكون مستعدة للتعاون لوقف الارهاب» - على حد تعبير مجرم الحرب الإسرائيلي -. الا انه اضاف «اننا لا نرى الفلسطينيين يتخذون ابسط الخطوات» لوقف الهجمات.