واصلت الشرطة الفلسطينية امس حملة الاعتقالات في صفوف "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، واوقفت تسعة طلاب في الجامعة الاسلامية في غزة كانوا شاركوا في مسيرة تأييد للحركة. وقالت مصادر في جامعة غزة أمس ان الطلاب ينتمون الى "التكتل الاسلامي" ويشكلون مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة. في غضون ذلك، طالب كل من احزاب المعارضة الاردنية و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" السلطة الفلسطينية باطلاق المعتقلين في سجونها فوراً. وهاجمت احزاب المعارضة الاردنية في مؤتمر صحافي عقدته امس في مقر حزب "جبهة العمل الاسلامي" السلطة الفلسطينية وموقفها من "حماس" بعد اغتيال المسؤول في الجناح العسكري للحركة محيي الدين الشريف، ووصفتها بانها "اداة طيعة لا تملك لنفسها خيارا سوى تنفيذ املاءات الادارة الاميركية واليهودية". ودعت الى "تشكيل لجنة تحقيق تضم ممثلين عن جميع القوى الوطنية والاسلامية تكشف زيف ادعاءات السلطة" وتحاسب "المسؤولين عن هذه الافتراءات". وقال الناطق باسم احزاب المعارضة ال 13 النائب محمد العوران ان السلطة الفلسطينية تحاول الصاق التهم "بالشرفاء المجاهدين في محاولة لضرب البنى التحتية لكافة القوى الوطنية والاسلامية". وحذر من الدفع باتجاه "الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني لأن المستفيد الوحيد هو العدو الصهيوني". وسئل الدكتور همام سعيد القيادي في "جبهة العمل الاسلامي" عن مبرر التدخل في شأن فلسطيني داخلي، فأجاب: "مقاومة الاحتلال شأن كل عربي ومسلم وتصفية حماس خط احمر بالنسبة الينا". وارسلت الاحزاب ذاتها مذكرة الى جامعة الدول العربية طالبتها بأخذ دورها في قضية اغتيال الشريف، كما ارسلت مذكرة الى الرئيس ياسر عرفات طالبته فيها بالكف عن "الاجراءات القمعية لتصفية المقاومة". من جهة اخرى، اعتبر مسؤول في "حماس" اتهامات السلطة الفلسطينية لقيادة الحركة في عمان بالوقوف وراء اغتيال الشريف بانها "الرواية الكاذبة السابعة"، مشيرا الى "تضارب روايات السلطة التي وصلت الى ستة بدأت بحادث عمل وانتهت باتهام عماد عوض الله". واكد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه ان دور القيادة في الخارج "اعلامي سياسي وهذا ما ازعج السلطة بعدما تمكنت من تكميم افواه الاعلام في مناطقها". واوضح المسؤول ان جميع قيادات "حماس" في الداخل تلقت "تحذيرات نهائية بعدم تكذيب رواية السلطة، والا ستلقى مصير عبدالعزيز الرنتيسي" الناطق باسم "حماس" الذي اعتقلته السلطة. واضاف: "اعتقالات السلطة طالت اعضاء مجالس طلبة الجامعتين الاسلامية وبير زيت بعد مهرجاني تأبين للشريف، كما ان عائلة المعتقل غسان العداسي تتعرض لحصار امني، واي صحافي يقابلها يتعرض للاستجواب". واعتبر ان مبادرة التهدئة التي طرحتها السلطة سابقا كانت "لكسب الوقت وامتصاص الهجمة الاعلامية لحماس، ولو كانت هناك نيات حقيقية للتهدئة لنجحت المبادرة". وقال: "بعد ان اغلقت السلطة مكتب رويترز اخذت تهاجم وكالات التلفزة الفضائية علانية وعممت على كل وسائل الاعلام ضرورة التزام تصريحات الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم، واشترطت على الفضائيات العربية عدم مناظرة مسؤولي حماس في الخارج". واعرب المسؤول عن امله بنجاح اي مبادرة "للتهدئة من اي طرف محايد"، مشيدا بدور الجامعة العربية. وقال: "ما يهمنا كشف الحقيقة ومنع الاستقواء على المقاومة والحيلولة دون اقتتال داخلي يخدم العدو الصهيوني". الى ذلك رويترز، قال ماهر الطاهر الناطق الرسمي باسم الجبهة التي يتزعمها جورج حبش ان اعتقالات جرت اول من أمس في منطقتي رفح والنصيرات على خلفية اصدار الجبهة بياناً تتهم فيه اسرائيل باغتيال محيي الدين الشريف، المسؤول في الجناح العسكري ل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الذي عثر على جثته قرب رام الله في 29 آذار مارس الماضي. وقال الطاهر: "اننا ندعو السلطة الى وقف هذه الممارسات الاستفزازية واطلاق المعتقلين فوراً كما ندعو الى وقف الاستدعاءات المستمرة ومحاولات كم افواه الناس وترويعهم، وندين اي محاولات تهدف الى حرف المعركة عن اتجاهها الصحيح باعتبار ان تناقضنا الرئيسي هو مع الاحتلال الصهيوني". من جهة اخرى، حذرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" التي يتزعمها نايف حواتمة من تصعيد الاوضاع داخل الضفة وقطاع غزة وطالبت باطلاق الذين اعتقلوا بعد اغتيال الشريف. وحذر عضو اللجنة المركزية للجبهة علي بدوان السلطة الفلسطينية من "الانجرار الى مواقف ومسلكيات استفزازية ضد قوى المعارضة الفلسطينية". واعتبر ان "عملية استشهاد الشريف كانت عملية مدبرة استهدفت في احد محاورها ذر بذور الخلاف الفلسطيني الداخلي وتفجير الاوضاع في الضفة وقطاع غزة". وقال ان اللجنة المركزية للجبهة عقدت سلسلة اجتماعات اخيراً بحضور اعضائها وعددهم 63، نصفهم من الداخل، وبحثت في موضوع اغتيال الشريف وعدد من المسائل الاخرى الخاصة بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية. يذكر ان السلطة الفلسطينية وحركة "حماس" تبادلتا الاتهامات في شأن المسؤولية عن مقتل الشريف. واعتقلت السلطة شخصيات رئيسية عدة في "حماس" في ما يتعلق بالتحقيق مشيرة الى ان الشريف قتل في صراع داخلي. لكن "حماس" نفت ذلك واتهمت اسرائيل بالتعاون مع السلطة الفلسطينية لقتل الشريف، فيما نفت اسرائيل علاقتها بقتله.