أعرب الكرملين عن ترحيبه بالتغيرات التي طرأت على السياسة الخارجية الأمريكية في ظل إدارة دونالد ترامب، مؤكداً أنها تتماشى إلى حد كبير مع رؤية موسكو. وأشار المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تُعيد تشكيل سياساتها الخارجية بوتيرة متسارعة، وهو ما يعكس تقارباً ملحوظاً مع المواقف الروسية. رغم هذا التغير، شدد بيسكوف على أن تطبيع العلاقات بين البلدين سيظل عملية طويلة بسبب الأضرار التي لحقت بها في السنوات الماضية، لكنه أبدى تفاؤله بأن الإرادة السياسية للرئيسين بوتين وترامب قد تسرّع من هذا المسار. وأكد أن الجانبين يعملان على إعادة بناء التعاون في مختلف المجالات، مع التركيز على القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل المعادن النادرة، رغم أن التقدم في هذا الشأن لا يزال محدوداً. من جهته، انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، المواقف الأوروبية، معتبراً أنها تسعى إلى استمرار النزاع، بينما تعبر الإدارة الأمريكية الجديدة عن رغبتها في تحقيق السلام. ولفت إلى أن أغلب الأزمات الكبرى التي شهدها العالم خلال القرون الماضية نشأت من السياسات الأوروبية، مؤكداً أن خطط بعض الزعماء الأوروبيين لإدخال قوات "حفظ السلام" إلى أوكرانيا تُعد استفزازاً خطيراً. في سياق متصل، كشفت بريطانياوفرنسا عن تحرك دبلوماسي مشترك لوقف الحرب بين روسياوأوكرانيا. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن بلاده تعمل مع فرنسا ودول أخرى على مبادرة لإنهاء النزاع، على أن تُناقش لاحقاً مع الولاياتالمتحدة. وتأتي هذه التحركات قبيل قمة حاسمة في لندن، تجمع عدداً من القادة الأوروبيين لمناقشة الضمانات الأمنية في القارة، وسط تزايد المخاوف من تغير الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الأوكرانية.