شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، في أول أيام شهر رمضان، مشهدا استثنائيا، حيث تدفق آلاف المواطنين إلى المساجد المغلقة، منذ العام الماضي، متحدّين القيود التي فرضتها ميليشيا الحوثي على أماكن العبادة. وكسروا قدرات الحوثيين في إيقاف الصلوات ببعض المساجد وحصرها على مساجد مصرح لها. وهو ما أكده مصدر محلي؛ حيث قال إن موجات كبيرة من المصلين خرجت لأداء صلاتي العشاء والتراويح في المساجد التي أغلقتها الجماعة، رغم عدم جاهزيتها، في مشهد أعاد لهذه الدور الروح والوظيفة التي سلبت منها قسرا. وأوضح أن أكثر من خمسة آلاف مصل تجمعوا في ستة وأربعين مسجدا، بينها جوامع كبرى، دون الحاجة لما يسمى تصاريح أو إذن مسبق من الحوثيين، وبحضور الأئمة الذين سبق استبعادهم من قبل الجماعة. فشل المحاولات وأشار المصدر، إلى أن المحاولات الحوثية لمنع إقامة الصلاة باءت بالفشل، إذ وجدت عناصر الميليشيا نفسها عاجزة عن مواجهة الزخم الشعبي الهائل، مما اضطرها للقبول بالأمر الواقع. وأضاف أن كثيرا من المواطنين الذين اعتادوا إقامة الصلاة في منازلهم خوفا من البطش الحوثي قرروا الانضمام إلى المصلين في المساجد، ما عزز من قوة هذا التحرك الشعبي. وعقب أداء الصلاة، بادر المصلون إلى تنظيف المساجد وتطييبها وتزيينها، مؤكدين عزمهم على حمايتها والاستمرار في إقامة الصلوات، رغم التهديدات المحتملة من الحوثيين. مقرات خدمية وأوضح المصدر، أن إغلاق المساجد في رمضان هو خطوة أولية ضمن مخطط الحوثيين لإفراغ المساجد من دورها الديني وتحويلها إلى مقرات خاصة بهم. وأشار إلى أن الجماعة أحرقت المصاحف وكتب الحديث، وطردت الأئمة والمؤذنين، وحولت العديد من المساجد إلى مقرات خدمية وإدارية تحت مسميات مثل مراكز ثقافية ومكاتب تدريب، في انتهاك صارخ لحرمة بيوت الله. وأضاف أن العاصمة صنعاء شهدت إغلاق سبعة من أكبر وأشهر المساجد وتحويلها إلى مراكز تابعة للجماعة، في خطوة اعتبرها تصعيدا ممنهجا ضد الهوية الدينية للمجتمع اليمني. واختتم المصدر حديثه بالتأكيد على أن الإرادة الشعبية قادرة على مواجهة هذه التحديات، قائلا عندما أراد الناس الصلاة في المساجد المغلقة أقاموها بالقوة، وهذا دليل على أن العزيمة والإصرار هما مفتاح التصدي لانتهاكات الحوثيين وإعادة صنعاء إلى أهلها. اعتداءات الحوثيين على المساجد: إحراق المصاحف والكتب الدينية فرض تصاريح مدفوعة لإقامة الصلوات طرد الأئمة والمؤذنين تحويل المساجد إلى مراكز خدمية تابعة للجماعة