رام الله الضفة الغربية - أ ف ب - أفادت مصادر في المجلس التشريعي الفلسطيني امس الثلثاء ان السلطة الفلسطينية ابلغت اعضاء المجلس في تقرير تلاه ممثل لها ان صراعات داخل قيادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس تقف وراء جريمة مقتل القيادي في الجناح العسكري للحركة محيي الدين الشريف. وقد ناقش المجلس قضية مقتل الشريف في جلسة مغلقة عقدها امس في مدينة رام اللهبالضفة الغربية تلا خلالها الامين العامل للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم تقريراً بأسم السلطة التنفيذية عرض فيه نتائج التحقيقات التي توصلت اليها الاجهزة الأمنية الفلسطينية حول هذه القضية. وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، لوكالة "فرانس برس" ان عبدالرحيم "أبلغ اعضاء المجلس بالاثباتات التي توافرت للسلطة الفلسطينية عن جريمة مقتل الشريف، وأنه أكد أن القتلة باتوا بأيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية وان التحقيق يجري الآن لمعرفة الجهات التي أمرت بتنفيذ الجريمة ودوافعها". وأشارت هذه المصادر الى ان "عبدالرحيم تحدث عن ان مقتل الشريف اتى على خلفية صراعات داخل قيادة حماس وتتمحور حول السياسات والمواقف التي يجب تبنيها". واضافت هذه المصادر ان "عبدالرحيم أشار الى ان مقتل الشريف جاء نتيجة لهذه الصراعات، وان السلطة الفلسطينية تواصل تحقيقاتها لمعرفة أولئك الذين اصدروا الأمر بقتل الشريف والأسباب التي دعتهم لذلك". وحسب هذه المصادر، عرض عبدالرحيم أمام المجلس كيف ان "التحقيق أخذ مجرى آخر بعد معرفة ان القتيل الذي وجد بعد انفجار السيارة في رام الله هو الشريف حيث طرح السؤال نفسه، لماذا لم تعلن حماس مباشرة عن استشهاد الشريف وانتظرت ثلاثة أيام حتى كشفت السلطة الفلسطينية عن هويته". وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أعلنت بعد ثلاثة أيام من التحقيقات ان الجثة التي اكتشفت الى جانب سيارة تم تفجيرها عن بعد ليل 29 آذار مارس تعود الى الشريف. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية في حينها ان "أحد معتقلي حماس لدى السلطة هو الذي تعرف على هوية الشريف، وأنه تم لاحقاً استدعاء أهله الذين أكدوا انه ابنهم" الذي تطارده اسرائيل بأعتباره احد اكبر مخططي العمليات الانتحارية في حماس. واضافت هذه المصادر ان "عبدالرحيم أوضح أن الأجهزة الأمنية رأت انه لا يعقل ان لا يعرف المحيطون بالشريف بمقتله وان لا يبلغوا قيادتهم بذلك، وبالتالي فإن عدم اعلان حماس مباشرة عن مقتله خلق شكوكاً بأن هناك جهات فيها تسعى للتغطية على الامر". ونقلت المصادر أيضاً عن عبدالرحيم "ان صراعات في قيادة حماس حول قضايا من ضمنها الخلاف حول الاستمرار في العمل العسكري أم تجميده لعبت دوراً في مقتل الشريف". وأشارت إلى "أن عبدالرحيم أوضح ان الاعتقالات التي جرت أخيراً في صفوف حماس لا تستهدف الحركة، بل تهدف الى جلاء كل جوانب الاغتيال". من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة "فرانس برس" ان "اعترافات عدد من معتقلي حماس لدى السلطة الفلسطينية أشارت الى ان الشريف تلقى تعليمات من قيادة حماس في الخارج بتنفيذ عمليات انتقامية ضد اسرائيل بعد محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن، إلا أنه لم ينفذ ذلك". وكان عميلان من الاستخبارات الإسرائيلية موساد حاولا في أواخر شهر أيلول سبتمبر الماضي اغتيال مشعل الذي يرأس المكتب السياسي ل "حماس" في عمان، إلا أنهما فشلا في ذلك. وتابعت المصادر الامنية "ان اعضاء في قيادة حماس في الخارج اقامت خط اتصال مباشراً مع عادل عوض الله القيادي الآخر في كتائب عزالدين القسام بسبب عدم تنفيذ الشريف للعمليات الانتقامية التي أمر بها". واضافت المصادر "ان خلافات نشبت لذلك بين عوض الله والشريف حول قضايا تتعلق بقيادة الخلايا التابعة لنطاقهما والمهمات التي عليها ان تنفذها والأموال التي ترد من قيادة الخارج وباتت توجه الى عوض الله فقط دون الشريف". وكشفت هذه المصادر معلومات اضافية عن "بعض الاثباتات التي قادت الى التعرف على ان جثة القتيل الذي وجد بعد الانفجار تعود الى الشريف ومنها ان عقد ايجار المخزن الذي انفجرت السيارة به كان بالاسم المستعار للشريف". وقالت هذه المصادر ان "عقد الايجار كان بأسم نديم ابو سنينة وهو ذات الاسم الذي كشفه احد مساعدي الشريف عبدالله البكري والذي اعتقلته اسرائيل أواخر العام الماضي". وأشارت المصادر الى ان "البكري اعترف اثناء التحقيق معه أنه استصدر هوية مزورة للشريف بأسم نديم ابو سنينة ونشر بعض الصحف الاسرائيلية هذه الاعترافات". وتابعت: "كما ان ملكية المخزن تعود لوالد غسان العداسي"، وهو المعتقل الرئيسي لدى الاجهزة الأمنية الفلسطينية التي تقول ان اعترافاته قادت الى كشف قتلة الشريف.