في محاولة لتطمين الرأي العام في شأن صحته قام الرئيس الروسي بوريس يلتسن أمس الجمعة بپ"زيارة خاطفة" الى الكرملين، فيما أكد قادة أكبر كتلتين في البرلمان ان السلطة التنفيذية تعد لحل المجلس النيابي قريباً بعد حملة الاحتجاج العامة في التاسع من الشهر المقبل. وكان يلتسن احتجب منذ أسبوع بسبب اصابته بپ"نزلة برد" أدت الى الغاء قمة الكومنولث التي كان مقرراً عقدها في موسكو الخميس الماضي. وأكد المكتب الصحافي للكرملين ان يلتسن أوعز بمواصلة التحضير للقائه المرتقب مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني هيلموت كول في يكاترينبورغ الأسبوع المقبل، وذكر ان الأطباء أوقفوا حقن يلتسن بالمضادات الحيوية. وتحدث يلتسن هاتفياً أمس الى رئيس حكومته فيكتور تشيرنوميردين الموجود في مدينة أوديسا في أوكرانيا والى وزير الخارجية يفيغني بريماكوف الذي يجري مباحثات في بلغراد. وظهر الرئيس في لقطات سريعة مع مدير ديوانه فلانتين يوماشيف وسأله ما اذا كانت مكاتب الكرملين "شاغرة" في غيابه ملمحاً الى ان العاملين في الادارة ربما استغلوا غياب الرئيس لپ"يتهربوا" من العمل. ولكن هناك مؤشرات كثيرة على ان الفريق الرئاسي يواجه مهمات كبيرة على الصعيد الداخلي وفي مقدمها حملة الاحتجاج الوطنية التي ستنظمها النقابات وتشارك فيها المعارضة في 9 نيسان ابريل. وذكر الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف أمس ان حزبه سيرفع شعارين أساسيين "استقالة النظام المعادي للشعب" و"نحافظ على الجيش كي ننقذ الوطن". وهذه أول مرة منذ الانتخابات الرئاسية عام 1996 يعود فيها الشيوعيون الى عبارة "النظام المعادي للشعب" بعدما كانوا اسقطوها أثر حصول يلتسن على 53 في المئة من الأصوات. وأشار زيوغانوف الى ان كتلته تستعد لطرح حجب الثقة عن الحكومة التي اتهمها بپ"تزييف" المعلومات عن الوضع الاقتصادي، وقال انها ذكرت ان الرواتب المؤجلة دفعت الى العاملين فيما تؤكد النقابات ان المستحقات الاجمالية بلغت زهاء 10 بلايين دولار أي أكثر ما كانت عليه العام الماضي. وتابع ان لديه معلومات بأن الكرملين ينوي حل البرلمان واعلان حال الطوارئ لمنع انتخابات جديدة، ولكنه قال ان المعارضة "لا تخاف" هذه السيناريوهات.